بطل أكتوبر البغدادي وزيري يناشد المسؤولين بقنا طلبا في حياة كريمة
حوار ،شيرين عبد الموجود
مركز العائلات به بطل
مركز أبو تشت شمالي محافظة قنا الذي عرف بمركز العائلات لعراقة قبائله وتمسكهم بالعادات والتقاليد قد شهد العديد من الأبطال الذين كانوا ومازالوا فخرا للمركز منهم من نال الشهادة وهناك من على قيد الحياة وقد نال الشيب منه.
وفي اللحظات التي يحتفل بها العالم بنصر أكتوبرالعظيم وتكريم أبناء الشهداء، كان لنا حديث وتكريم مع بطل من أبطال أكتوبر العظيم، بطل معمر مجهول لدى المسئولي.
محارب نال منه الشيب بعد أن بلغ الثمانين من عمره، غير قادر على نفقات إجراء عملية لعينه اليمنى، وفشل في تسجيل مهذبة بحياة كريمة.
المحارب عبدالمقصود بغدادي وزيري، يقطن بقرية الحسينات إحدى القري التابعة لمركز أبو تشت شمالي قنا.
أحفاده 56، وأولاده إحدى عشر أصغرهم 3بنات في عمر 7أعوام في منزل بسيط مكون من غرفتين مبنية بالطوب الأبيض معرش بصفيح وصالة لا تسترها أي شئ.
يكافح من أجل أن ينعم هو وعائلته وأحفاده بمنزل لينعم بتلك الحياة الكريمة التي كان سببا فيها لجميع المصرين وسبب في رفع راية النصر.
ساعات استغرقتُها للوصول إلى مكان البطل لسرد قصة 9 أعوام قضاها في الجيش بدءا من عصور النكسة حتى النصر العظيم.
إنه البطل عبدالمقصود بغدادي وزيري 80عاما من مواليد 1966/9/6 من قرية الحسينات مركز أبو تشت شمالي محافظة قنا.

وبدأت حديثي حيث تركت له يتحدث بحرية كيفما يشاء حيث كبر سنه وحالته الصحية، وكذلك ضعف حواس السمع بعض الشئ جعلني لا أرغب فى اجهاده فتركت له حرية الحديث.
فيقول البطل عبدالمقصود أنه عندما اخبرنوني بحضورك قلتلهم هحكيلها ثم سرحت في ذكريات عمر مضى بحلوه ومره وبدأت تظهر لي كل الأحداث كشريط أمام أعيني.
ذاكرة مغموسة بحسرة الهزيمه ودموع بفرحةالنصر الذي جاء بالدم والأستشهاد.
دموع البغدادي
وبدموع تنهمر بدأ يسرد لي قصته في الحرب ومعا كنا نتذكر سويا الأحداث كشخص فاقد الذاكرة يستعيد ذاكرته.
9سنوات في الخدمة في أماكن مختلفة لم يكن هناك حرب في بداية إلتحاقي بالخدمة ولكن فجأة قد انقلب الحال وأعلنوا أننا في حرب بسبب عدو قام باغتصاب قطعة من أراضينا.
قضينا ٤ شهورا في تدريبات قاسية ومكثفة ليلا ونهارا وبعد فترة التدريب قاموا بتوزيعنا كل واحد على كتيبة وكانت مهمتي أنا وزمايلي هي الإمدادات بالمعونة والأكل والشرب والسلاح للجنود لأستمرار صمودهم من اجل المقاومة وكان اخر نقطة يكون فيها المجند نكون خلفه.
النصر أو الشهادة
وأضاف البطل أنه بمجرد دخولنا الجيش وأعلان الحرب كنا متأكدين أننا مش هنطلع منه ومعتبرين نفسنا شهداء وكنا امام خيارين إما النصر أوالشهادة لا يوجد سبب تالت أبدا.
ففكرة الهروب كانت مستبعدة من عقولنا فكيف نهرب من محاربة عدونا الذي جاء لينتهك كرامتنا وعزتنا وأراضينا.
لقد تركت زوجتي وقتها وطفلتي الوحيدة وقتها بعمر سنتين وانقطعت أخبارهم عني فقد تركتهم لرب العالمين فهو أحن عليهم مني فليس هناك وسيلة لمعرفة أخبارهم.
وبكلمات تعبر عن مدي قوة وشجاعة أبطالنا قال المجند “مش علشان خوفي علي بنتي ومراتي ههرب وانسحب لا والله اكرم لهم اضحي بيهم علشان يعيش الوطن وعلشان هما وغيرهم يعيشوا في ارضهم بكرامة احنا حاربنا وعشنا أسوأ أيام حياتنا بس علشان انتم تعيشوا بكرامة والعدو ميقدرش يغتصب شبر من اراضينا نموت احنا فداء وانتم تعيشوا .
ولو رجع بيه العمر تاني هرجع وأحارب لآخر نفس ولو في سني ده وقامت الحرب هكون أول من يقتحم الصفوف وهطلق بندقيتي انا ونايم حتي واضرب بالعدو “
حديث عن 67
وأكد البطل أنه في حرب النكسة لم يكونوا مستعدين ولا بالأسلحة ولا الدعم ورغم قساوة التدريبات ولكن بدون اداة ومعدات لا يمكننا فعل شئ انتهت بهزيمتنا وأستشهاد العديد من زملائنا ومن وقتها سكن بداخلي شعور الأخذ بالثأر كرجل صعيدي ارغب في الانتقام لكثير من الاصدقاء سالت دمائهم على تراب سينا.
نكسة 67 عملت مننا وحوش لوقدامنا نار كنا دخلنا فيها كل واحد كان هدفه الأنتقام من اجل استرجاع ارضنا قطعة مننا الانتقام للثأر لأرواح زملائنا وتم إمدادناد بالأدوات والمعدات الكافية وكان بداخلنا بركان صعب إخماده نار.
مواقف وساعات
يسرد لنا الجندي المقاتل أنه كانوا يظلوا بالأيام بدون أكل ولا مياه متخفين بالخنادق “الموت شفناه في كل لحظة بتمر ولكن لم نغشاه.
ساعة الصفر
في لحظة العبور وساعة الصفر لم نكن نعلم بها بل اخبروني قبلها بساعتين عند علمنا دبت داخلنا فرحه كبيرة كنا منتظرنها لسنين من اجل الثأر لارواح زملائنا وتخليص ارضنا وتحقيق النصر والأن قد حان الوقت الثأر تم تجهيزنا وأنطلقنا كان هناك تعليمات وخطط يتم تغيرها وحرص تام لعدم تسريب اي معلومه قد تؤدي الي اعادة النكسة ودق ساعة العبور كان هناك صعوبة بختراق خط بارليف فكان لابد من تجاوز البحر بجانب الألغام تم تقسيمنا لدفعتين دفعه للعبور واخري لحماية ظهرها وكان صعب اختراقه ولكن بتوفيق من الله تمكنا من العبور في مدة اقل من الموضوعه بالخطة.
وأضاف البطل كان هناك كلمة سر بينا وذلك للتعرف علي بعضنا البعض وكشف اي جاسوس قد يزرعه العدو بيننا فخوفا من كشف الشفرة كنا حريصين علي تغيرها كل يوم وبكدا نضمن أن محدش هيقدر يخترق صفوفنا.
وأكد “بطل أبو تشت ” أنهم كانوا يمرون علي زملائهم الشهداء الذين رحلوا فداء لتراب مصر فلم يكن بأيدينا سوا تجاوزهم من أجل تحقيق الفوز لأن مكوثنا بجوارهم سنموت معهم ويموتوا هما كمان فكان لازم تجاوزهم لاستكمال المعركة وتحقيق النصر فكان شئيا مؤلم لنا وهي رؤيتهم بهذا الشكل وقدرتك علي تجاوزهم فكان لازم حد يضحي في النهاية.