بين الحياة والموت
بقلم عبير مدين
(الموت بقى كثير الأيام دي) عبارة أصبحنا نسمعها كثيرا، واعتقد انها نظرة تشاؤمية وبنظرة أكثر تفاؤلا فإن الحياة هي الأكثر بدليل زيادة عدد السكان.
أما بنظرة عقلانية فإن الموت مساوي للحياة فكل مولود طالت أيامه أو قصرت مصيره الموت حيث الحياة الأخرى
الحقيقة أن شعورنا بكثرة الموت من حولنا يعود لعدة أسباب
السبب الأول ربما يعود للتقدم في وسائل التواصل الاجتماعي الذي ساعد الجميع على نشر نعي الأهل والأصدقاء بينما كان في الماضي يقتصر على النداء مرة واحدة أو مرتين في دور العبادة ليعلم سكان المنطقة
تطور الأمر فيما بعد لخبر في الصحف ينشره ميسوري الحال إلى جوار مكبرات الصوت
ثم أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي متاحه تقريبا لدى الجميع لنشر خبر وفاة الأهل والأصدقاء والجيران وسائر المعارف لذا زاد إحساسنا بكثرة الوفيات من حولنا
العجيب أن يسارع الكثير من الناس بنشر الخبر من باب المحبة أو المجاملة فنجد تكرار الخبر يوحي بالكثرة في حين يتم التكتم على الأخبار السارة أو نشرها بصفة شخصية وعلى استحياء ولكل أسبابه.
السبب الثاني هو تقدمنا في السن و افتقادنا المقربين واحد تلو الآخر فتنبهنا أن الموت موجود رغم أنه كان يحوم حولنا منذ الصغر لكن لم نتنبه أنه يتخطف أحدا لم ندرك ذات الموت!
السبب الثالث طبيعة الزيادة السكانية لابد وأن يقابلها زيادة في نسبة الوفيات والحقيقة أن التقدم العلمي والطبي والاستقرار السياسي مع الجنوح للسلم وتجنب نشوب الحروب يساهم في إنخفاض نسبة الوفيات وهذا ما لا يراه المتشائم
الإنسان يعيش الأوقات السعيدة و الأوقات الحزينة يعيش رحلة بين حياة و موت وهما حقيقة يراها كل منا حسب شخصيته.
انشروا التفاؤل انشروا اخبار مبهجة هونوا على بعض ضغوط الحياة.