بين قرارين الإستسلام للحزن أو استكمال حياتنا
بقلم: عمر الشريف
حين نحب إنسان بشكل مفرط وفجأة يقرر أن ينسحب من حياتنا بسبب مشكلة وقعت قرر على إثرها الإنسحاب وكأنه كان ينتظر حدوثها، أو أنه وجد شخص آخر يكمل معه حياته، على الرغم من أنه يعلم جيداً كم كنا مخلصين وصادقين معه ولكن يصر أن يخذلنا.
في هذه الحالة للأسف البعض يستسهل الحزن، ويمر بتأنيب ضمير ويدخل في دوامة لا متناهية من الأسئلة التي ربما لا يجد لها إجابة، وربما يصل إلى أن يشك في نفسه وقدراته، ويفقد ثقته فيها، وممكن أن يُحقر من نفسه ويُقلل منها، وتكون النتيجة أمراض وإضطرابات نفسية هو في غنى عنها، لكن لو أخذ القرار الصعب وهو أن يتعامل مع الموضوع بكل حكمة وهدوء بدون أي انفعالات، ويؤمن من داخله أن من تركه لم يكن الشخص المناسب له، وأنه لا يستحقه، وإن كان إيمانه قوي فواجب عليه أن يكمل حياته ويتعلم من تجربته، وأن من خذله وخرج من حياته أخذ قرار هو مسئول عنه، و غالباً سيندم عليه في فترة ما، وربما يعود ويتحدث معنا ويشكو لنا همومه ومشاكله، وسنجد انفسنا نرد عليه: أنت من اختار وكان هذا قرارك ويجب أن تتحمله وتتعايش معه، حينها سيفهم أن هذا كان عقاب القدر له وأنه كما تدين تُدان، وانه كان معه نعمة وتكبر عليها وانخدع في شيء آخر، واعتقد أنه أجمل وأنسب له؛ لأن الإنسان بطبعه طمّاع مع إختلاف درجات الطمع، والطمع بنسبة كبيرة يجعلنا نأخذ قرارات خاطئة في حياتنا، ومن لم يفهم الكلام الذي سردته في الكتابة، وظل مُصِراً على القرار السهل الذي ذكرناه في البداية، يكون ضعيف وغير ناضج ويستحق كل المشاكل التي حدثت معه وستحدث بسبب تمسكه بقراره.