تأجيج المشاعر لدفع مصر لحرب إسرائيل
فهيم سيداروس
تم نشر منشور يحمل الكثير من التهويل والتضليل حول الأحداث الجارية في غزة والقدس، ويظهر محاولة إستغلال القلق، والمشاعر الدينية لجذب الإنتباه نحو مواقف سياسية قد تكون مبنية على مغالطات، أو تحليلات مغرضة..
أولًا، دعونا نوضح حقيقة الأمر بخصوص التصريحات العسكرية الإسرائيلية.
نتنياهو قد صرح بالفعل بأن أهداف الحرب هي تدمير حماس، تحرير الرهائن، وضمان أن غزة لا تشكل تهديدا لإسرائيل، وهذا ليس جديدًا.
لكن الحديث عن التهديد الذي يواجه المسجد الأقصى، أو “هدمه” هو مبالغة مفرطة، ولا أساس لها من الصحة.
على الرغم من أن إسرائيل قد قامت بعدد من الإقتحامات الإستفزازية، فإن ربط هذه التصرفات المباشرة بمخطط “إسرائيل الكبرى” أو الهيكل الثالث هو نظريات مؤامرة بعيدة عن الحقيقة، ولا تساهم إلا في زيادة التوترات بلا مبرر.
إسرائيل نفسها لم تعلن عن خطط هدم المسجد الأقصى، بل كان معظم التصريحات حول القدس وأماكن العبادة في سياق الحروب الإعلامية والمحاولات السياسية للضغط على الطرف الآخر.
ثانيًا، فيما يتعلق بالدور الأمريكي، نعم الولايات المتحدة تقدم دعما قويا لإسرائيل، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن هناك خططا عالمية للتدمير الشامل، كما يدعي المنشور.
العلاقات بين الولايات المتحدة، وإسرائيل تركز بشكل رئيسي على الدعم العسكري والسياسي، ولكن العالم اليوم أصبح أكثر مراقبة لأي تصرفات إسرائيلية قد تؤدي إلى تصعيد، خاصة في ظل الضغط الدولي على الحكومة الإسرائيلية بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين.
أما عن التوقعات حول الموقف العربي والإسلامي، فعلى الرغم من أن الدعم الشعبي للأقصى والمواقف السياسية تتفاوت من دولة لأخرى، الأغلب يركز على الحقوق الفلسطينية وليس فقط على المخاوف الدينية المتوقعة من هدم المسجد الأقصى.
كما أن العالم الإسلامي، رغم اختلاف سياساته، له موقف موحد ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يعكس حراكًا دبلوماسيًا مستمرًا، سواء على المستوى الشعبي، أو السياسي.
نقطة أخرى تتعلق بالمواقف العسكرية في غزة، حيث يذكر المنشور أن إسرائيل تخطط لإحتلال غزة بشكل كامل.
هذا الكلام مبالغ فيه ولا يعكس صورة دقيقة للوضع العسكري.
في الواقع، إسرائيل تتعامل مع غزة كمنطقة نزاع عسكري، والحرب على غزة لا تزال متجددة، لكن القول بأنها ستحتل بالكامل يتجاهل الواقع المعقد للمنطقة، حيث التحديات العسكرية والسياسية تجعل من غير الممكن تمامًا السيطرة الكاملة على غزة دون تكبد خسائر هائلة.
وفي النهاية، المنشور يستغل مشاعر المسلمين بشأن الأقصى للتأثير على الرأي العام، دون تقديم أي معلومات موثوقة حول خطة حقيقية لتهديد المسجد أو المنطقة.
أين الأدلة الملموسة على هذه الادعاءات؟،
وهل هذا المنشور يهدف إلى تأجيج الفتن بدلاً من التركيز على الحلول الواقعية التي تواجه فلسطين اليوم؟
إن نشر هذه الرسائل غير المدروسة يمكن أن يؤدي إلى زيادة التوترات بلا داعٍ ويصرف الأنظار عن الحلول السياسية والدبلوماسية الحقيقية التي يمكن أن تسهم في تحسين وضع الشعب الفلسطيني.
نحن بحاجة إلى خطاب وطني عقلاني، يعزز من موقفنا السياسي ويظهر للعالم مدى أهمية التوصل إلى حلول سلمية، ويركز على الحقوق الفلسطينية بدلاً من الإنسياق وراء نظريات المؤامرة التي لا أساس لها.
تلخيص المنشور
=========
أعلن نتنياهو فجأة بشكل رسمي قدام العالم كله إن الحرب على غزة مش هتنتهي قبل تحقيق أهداف إسرائيل الثلاثة:
تدمير حماس نهائيا،
تحرير الرهائن،
ضمان إن غزة ما ترجعش أبدًا مصدر تهديد لإسرائيل
ولتحقيق ذلك أخذ قرار مفاجيء
أمر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي “أيال زامير” إن الجيش يدخل غزة ويحتلها بشكل كامل، حتى المناطق اللي فيها رهائن إسرائيليين…
وده معناه المباشر هو إنه خلاص قرر يضحي بحياة الأسرى كلهم، وحياة الجنود بتوعه كمان، في سبيل تدمير القطاع والمقاومة وفرض سيطرته على القطاع بشكل كامل!
ولما زامير حاول يقنعه إن ده هيسبب خسائر ضخمة ومجزرة كبيرة في غزة، رد عليه نتنياهو برد مفاجيء بردو، أول مرة يحصل من بداية الحرب: “يا تنفذ… يا تستقيل”…
ومباشرةً بمجرد ما تم الإعلان عن القرار ده، ظهرت تقارير صحفية بتقول إن أمريكا وترامب بيدعموه للمرة التانية بشكل كامل وبدون شروط، وإنه بالفعل خد الضوء الأخضر من واشنطن لإنه ينفذ عملية عسكرية شاملة في غزة، بالرغم من اعتراض كل الناس، وبرغم حتى تحذيرات جيش الإحتلال نفسه من الخسائر الضخمة المنتظرة بعد خطوة انتحارية زي دي!
السبب الحقيقي سياسي أكتر منه عسكري… نتنياهو يريد فرض واقع جديد، يغيّر به معادلة الصراع للأبد، ويقضي على أي مقاومة فلسطينية مستقبلًا..
توجد أهم قضية تهدد العالم الإسلامي كله حاليًا…
أمس وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف “إيتمار بن غفير”، قاد مجموعة ضخمة من 4000 مستوطن واقتحم المسجد الأقصى، وأقام لأول مرة في التاريخ الحديث من ساعة النكسة؛ صلاة وطقوس دينية يهودية كاملة جوة المسجد!
فكرة إنهم أقاموا صلوات يهودية، وتلمودية جواه، هي بمثابة كسر رسمي وواضح لاتفاقية الوضع الراهن المستمرة من أيام العثمانيين من وقت القرن الـ 18، واللي بتنص على إن المسجد الأقصى حكر على المسلمين فقط!
المفاجأة إن الفيلسوف الروسي الشهير “ألكسندر دوغين”، والمعروف بأنه مفكر إستراتيجي مقرب من الرئيس الروسي بوتين نفسه، كتب على حسابه في إكس كلام مقبض…
قال إن المسجد الأقصى خلاص على وشك إنه يتدمر تمامًا من أجل بناء “الهيكل الثالث” اللي اليهود بيحلموا بيه من أكتر من 2000 سنة… وكل ده في إطار خطة “إسرائيل الكبرى” اللي بتشتغل سلطات الإحتلال على تنفيذها الآن…
ألخ… ألخ لأخر المنشور
اذا حصل شي للمسجد الاقصى لن تهتز شعره من المسلمين ولن يحركوا ساكن
الذي لم يتحرك من اجل الدماء، والحصار، والجوع والعطش لا يمكن ان يتحرك لهدم المقدسات
الدماء اعظم من المقدسات
والعاقبه للمتقين