وقف في الصباح وقت الذروة ، المكان محطة المترو بالعاصمة الأمريكية ، أخرج آلة الكمان التي يقدر ثمنها بـحوالي ٣,٥ مليون دولار امريكى ،قام بعزف مقطوعات عالمية مابين كونشيرتو وسيمفونيات لمشاهير الموسيقي ، مر عليه أكثر من ألف شخص خلال ٤٥ دقيقة ، ألقي له المارة مبلغ ٣٢ دولار ، كانوا في عجلة من أمرهم ، لم يسمعه وينصت إليه إلا ستة أفراد ،رحلوا بسرعة لقضاء أعمالهم ، الغريب لم يصفق له احد ولم يلفت نظر الناس …
إنه جوشوا بيل عازف الكمان الأشهر بالعالم ، ولكي تحصل على تذكرة لسماعه في أكبر القاعات يكون متوسط ماستدفعه ١٠٠ دولار …
القصة تكمن في تجربة نظمتها الواشنطن بوست لقياس الإدراك و التذوق للفن لدي الناس …
ولايختلف الفن التشكيلي عن الموسيقي ، إن تكن فنان لديه أدواته وفكره قد لا يكفي ، لابد من (التلميع) وعمل دعاية إحترافية وسرد الحكايا عن اللوحة حتي تباع بأسعار فلكية ..
ولذلك نري لوحات تباع بمزادات العالم بملايين الدولارات لفنانين لديهم أعمال أعظم وأجمل من تلك وتحمل قيمة ولكن دائمًا سماسرة اللوحات يجيدون التعامل مع أدمغة البشر لجهل معظمهم بمسألة التذوق ..
تحياتى لكم … وأتمني تذوق الموسيقي والفن والأدب عن إقتناع شخصي دون دعاية قد تكون خادعة وأن يكون التذوق نابع من إدراك حقيقي بهذا الفن …