ترى هل يمكن أن يصبح الإنسان بقايا…؟!
بقلمي / حامد ابوعمرة
من أقسى لوعات الحياة الموجعة بين المحبين أو العشاق ، أن تتلاقى الأرواح وحدها فتتعانق على محطات ساحرة في الفضاء، وبعيدة عن الأرض ، ورغم عدم افتراقها أبدا ؛ و أن تبقى الأجساد كما هي لا تحرك ساكنا تنتظر بكل لهفة واشتياق لمسة يد رقيقة ،أو همسة حانية تداعبها كنسمات عطرة صافية النقاء في ليالي الصيف أو كما تداعب حبات المطر النبات الذي أصفرت أوراقه وأوشك على الفناء بأرض عطشى ؛فتحيا تلك الأجساد من جديد وسط أجواء السعادة و الاحتضان، وجمال الاحتواء وحينها تنبض دقات القلوب التي أصبحت كالحجارة بعدما ذاقت مرارة الفراق على سواحل العمر فلم تعد تجدي نفعا ..! بل وإن من الحجارة لما يشقق فيخرج منها الماء ، والأقسى في ربوع حياتنا أن تبقى تلك الأجساد حبيسة وراء قضبان غجرية قاتلة فلا هي إذا محسوبة على عالم الأموات لأنها لم تواري الثرى ، ولا هي حية متحررة في الوجود ،رغم أنها بعالم الأحياء إذا ديناميكية الاكتمال لا يمكن أن تفلح منظومتها أبدا ؛ إلا بالروح ونبضات القلوب والأجساد حينها فقط ينعم الإنسان بالسعادة وإلا يبقى بقايا إنسان.




































































