بقلم / حامد أبوعمرة
العلاقات بين البشر مبنية على الإرسال والاستقبال ولايمكن أن تستقبل القلوب نبضات أدنى أو أعلى مما هي عليه وإلا تكون تلك القلوب قد دخلت قناة معتمة بمعزل عن العالم كله ، وأنا من المتشددين الذين يرفضون تأثر فكر الشباب أو أي فئة عمرية بأن الحب يمكن أن يعيش من طرف واحد وسواء صرح أحد الطرفين أو لم يصرح بمشاعره نحو الآخر ، فليس ذاك مهما عندهم ..! مع أن الأصل هو التصريح ولكن تحت غطاء شرعي،فأني على قناعة أنه لا يدخل من النافذة سوى اللصوص والمتسللين ولذلك تفشل حالات كثيرة ،ثم هل يرضى الإنسان بأن يسهر الليالي على أطلال جسور التأوهات التي ينصبها بمخيلته ويبني فوق حوافها قصورا شاهقة فوق السحاب ، وما أن تشرق الشمس ،وإلا يكتشف أن كل ما بناه مجرد أوهاما تبخرت أو تحولت كالسراب وأن الجسر قد أصبح مصيرة كما جنوى الذي انهار بإيطاليا فمساكين هم أولئك الذين ينتظرون الأيام حتى تجيب عليهم ..! لأن مصيرهم سيكون كذلك حتما مثل مصير الشعراء الطروبادور الذين كانوا بكل شوق ولهفة ينتظرون الحبيبة.. تحت نافذتها في أوج موجات الصقيع ، فتجرفهم أكوام الثلوج المتسللة إلى مكان ٍ سحيق ، وبعدما قد غطت أجسادهم ..والكارثة أن من أحبوهم لا يعلمون ..سر روائح العطر التي تفوح من حنايا تلك الأكوام ..!!