تنفيس بطعم التنكيس!!!مجتمعنا إلى إين؟؟؟
بقلم ماجي المصري
تنفيس بطعم التنكيس!!!مجتمعنا إلى إين؟؟؟
في الماضي القريب كنا نعيش في مجتمع اقرب الي مجتمع المدينة الفاضلة فكنا نعيش في مجتمع صغيرة يحترم الكبير وغنيه يعطف علي الفقير وقويه يرحم الضعيف فكنا نعيش في مجتمع متكاتف متعاون يشد أفراده علي ايدي بعضهم البعض ويستقوي بعضهم بالبعض الآخر
وفي غفلة من الزمن فقدنا أروع ما نتصف به في هذا المجتمع وانتشر العنف والتعصب الأعمى والقتل وكل سبل القمع بين أفراد المجتمع
ان العنف الذي حدث ويحدث كل يوم في مجتمعنا هي مشاهد غريبة تصل إلي حد الظاهرة
عنف غير مبرر ولا محدد الأسباب يصل الي المبالغة في إيذاء النفس أو إيذاء الآخرين بشكل بشع يثير الأعصاب ويدمي القلوب ويؤذي الشعور ويؤدي إلى ثورة عنيفة في النفوس
ان ما نري ونسمع هذه الأيام من حوادث القتل التي تستخدم فيها ابشع الطرق و الوسائل والتي تصل إلي حد الذبح والنحر
وأغلبها يتم في الشوارع علي مرأ ومسمع من الجميع أنها حوادث غريبة علي مجتمعاتنا الشرقية
التي عرفت منذ آلاف السنين بشيم الكرام وسماحة الخلق ونجدة الملهوف ومساندة الضعيف ونصرة المظلوم
تري ماذا طرأ علي مجتمعاتنا الشرقية لتتحول من اللين الي العنف ومن السماحة الي الانتقام
ومن الرحمة الي القسوة والعنف
ما هي أسباب انتشار ظاهرة العنف في المجتمع؟
فكل يوم نصحو من نومنا علي فاجعة تدمي القلوب و تهز المشاعر وتحرق دماء المسالمين من أبناء الشعب البسطاء
فاول ما يخطر علي البال سؤال : ماذا لو كنت أنا ؟؟؟
طالب جامعة المنصورة يذبح زميلته في الشارع لمجرد أنها رفضت الزواج منه أكثر من مرة
ومن اقوال السلف المأثورة ((. كل شيء بالخناق إلا الزواج بالاتفاق ))
ولا يوجد زواج بالقوة والعنف
نحرت طالبة المنصورة في الشارع وسالت دماءها علي الاسفلت دون ذنب يقترف أو جريمة تعاقب عليها
وجريمة أخري لشاب قتل جاره وزميله في السكن بطريقة بشعة لانه رفض اقراضه مائة جنيه
وهذا طالب ثانوي يقتل وبشوه زميله في الفصل بعد ان رفض ان يغششه الامتحان
فالجرائم كثيرة ومتكررة ومفجعة وعنيفة بشكل غير مبرر فالأسباب واهية والجريمة تهز الكيان
تري ما السبب في ذلك
وبنظرة تأمل لما يدور أري ان هناك عدة اسباب تؤدي إلي ظاهرة العنف في المجتمع

اولا
سوء التربية من الأساس فالأسرة هي النواة الأولى والموثرة في حياة الطفل
الأسرة هي من تزرع في الطفل كل القيم والأخلاق والمثل العليا
الأسرة هي من تربي علي الحلال والحرام العيب والمسموح به هي من تربي علي الصدق والأمانة والتسامح والتواضع
الأسرة هي اللبنة الأولي في تشكيل كيان الطفل فإن فسدت تربية الأسرة للطفل فسد كل شيء
انشغال الاب والام عن تربية الأبناء سبب في تفكك الأسرة وانهيار المجتمع وانتشار كل الموبيقات
ثانيا
الشارع وأصدقاء السوء ومواقع التواصل الاجتماعي التي من شأنها ان تنشر كل ما هو فاسد دون ادني رقابة من اي جه
ثالثا
غياب القدوة الحسنة وغياب المثل الاعلي
فقد فقد الشباب القدوة والمثل الأعلى وأصبح قدوتهم في حياتهم هم ابطال المسلسلات والأفلام والاغاني الهابطة والمهرجانات والذين جاءوا من قاع المجتمع ليصبحوا ابطالا دون جهد أو تعب أو تعليم أوحتي مكانة اجتماعية واصبحوا في وقت قصير ابطال يملكون الملايين دون ادني عناء
رابعا
انتشار ظاهرة العنف في المسلسلات والأفلام والدراما العربية وحتي في الاغاني فكل قصص الافلام والمسلسلات تدور حول”” المخدرات والنسوان “” وتجعل من المجرم بطلا ومثلا اعلي يحتذي به
خامسا
انتشار المخدرات بكافة أنواعها وما طرأ عليها من أنواع جديدة مهلكة مثل الشابو والاستروكس وغيرها من الأنواع التي تفقد الشاب السيطرة علي اعصابه وتجعله يفعل اي شئ دون وعي أو إدراك وهو تحت تأثير المخدر
سادسا
انتشار البطالة وهي تعتبر من وجهة نظري اهم الأسباب والبطالة هي القنبلة الموقوتة التي أوشكت علي الانفجار أو تكاد تكون قد انفجرت فعليا فالشاب العاطل علي استعداد لعمل اي شيء
فهو يعيش في حالة فراغ قاتل يضيع وقته أما أمام شاشات الموبايل وعلي مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها
وأما في الشارع وباحضان أصدقاء السوء
وأما يبحث عن المخدرات ليهرب من واقع اليم
وفي رأي ان مشكلة البطالة هي مشكلة أمن وطني وعلي الدولة ان تعمل جاهدة علي حل مشكلة البطالة وتشغيل الشباب للحد من ظاهرة العنف
سابعا
غياب دور الأمن وعدم احساس الناس بتواجد رجال الشرطة في الشارع وتهميش دور رجال الشرطة وأصبح دورهم الأساسي ملاحقة المجرمين
مع ان منع الجريمة اهم من ملاحقة الجاني
ثامنا
غياب الوازع الديني والثقافة الدينية المعتدلة التي تعمل علي ترسيخ روح التسامح والتواضع والمحبة والسلام وعدم استباحة الغير لا دمه ولا نفسه ولا ماله وغياب دور الأزهر والكنيسة في نشر الثقافة الدينية المعتدلة والتي من شأنها ان تغير المفاهيم وتعمل علي تعديل السلوك
واخيرا وليس اخرا
اين ذهبت نخوة الشعب المصري الذي عرف منذ فجر التاريخ بالرجولة والنخوة والشهامة وإغاثة الملهوف
فمعظم الحوادث تحدث في الشارع وفي وضح النهار وعلي مرآ ومسمع من الجميع ولا احد يتدخل ولا احد يغيث ولا أحد يتطوع ويمنع الجريمة قبل حدوثها وكل ما يهتم الناس بفعله هو تصوير الجريمة وعرضها علي مواقع التواصل الاجتماعي والسيوسيال ميديا
لماذا تدهورت سلوكيات الشعب المصري بهذا الشكل المذري
لماذا اكتفي بالفرجة دون موقف إيجابي
لماذا كل هذه السلبية المفرطة تجاه ما يحدث أمام أعينهم
ورايي ان سرعة محاكمة الجاني وإصدار الأحكام الرادعة وسيلة ردع قوية لكل من تسول له نفسه في ارتكاب الجريمة فالعدالة الناجزة والقصاص العادل السريع هما وسيلة للحد من الجريمة
تكاتف كل كيانات الدولة الحكومية والغير حكومية ومنظمات المجتمع المدني في معالجة كافة الأسباب لنعود بالمجتمع المصري كما كان مجتمع المدينة الفاضلة الخالية من العنف والقتل والذبح
يجب ان نتكاتف جميعا كأفراد اولا ثم كمنظمات المجتمع المدني والهيئات الغير حكومية ثم الدولة بكافة أجهزتها وهيئاتها علي معالجة اسباب العنف في المجتمع والحد من هذه الجرائم التي توجع القلوب وتثير النفوس
ووضع الشباب علي الطريق القويم