متابعه : فهيم سيداروس
وفاة الدكتور نبيل فاروق ابن مدينة، طنطا الكاتب الكبير رائد الأدب البوليسي والخيال العلمي.
جيل كامل أرتبط بكتاباته ورواياته .. وصدرت له مجموعة كبيرة من القصص في شكل كتب جيب،
قدم عدة سلاسل قصصية من أشهرها ملف المستقبل، ورجل المستحيل، وكوكتيل 2000. لاقت قصصه نجاحا كبيرا في العالم العربي.
كان رائد الأدب البوليسي صاحب الفضل بصحبة الراحل دكتور أحمد خالد توفيق في جذب المراهقين والشباب إلى القراءة ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته
وداعا رائد الأدب البوليسي .. الكاتب الذي حارب مؤامرة جولدا مائير
رحل الكاتب العملاق نبيل فاروق، والذي كان صاحب فضل كبير جدا لدى غالبية جيل الثمانينات في توهج وعيهم نحو حب الوطن.
بعد ان عشقنا شخصية روايته رجل المستحيل “ادهم صبري” الرجل الذي يحمل رتبة عميد داخل المخابرات المصرية والذي يقوم بعمليات جاسوسية ومخابراتية شديدة التعقيد في قلب مجتمع العدو الاسرائيلي
يكشف لنا “نبيل فاروق” في حوارته ان “ادهم صبري” شخصية حقيقية تحمل كل الصفات التي رسمها له في روايته من اجادته ست لغات وكل فنون القتال،
وانه قام بالفعل بعمليات شديدة الخطورة داخل اسرائيل والتي لا تعرف عن اسمه او ملامحه اي شيء ولكنها تعلم ان وراء تلك العمليات رجل مستحيل تابع للمخابرات المصرية.
ويشكف انه التقى به على خلفية تجنيد “نبيل فاروق” في احدى المهمات المخابراتيه اثناء دراسته بكلية الطب.
ثم استطاع نبيل فاروق ان يكون وسيطا في لقاء صوتي بين مجموعة من الشباب مع رجل المستحيل وسط اجراءات امنيه شديدة التعقيد ووسيلة اتصال غير تقليدية بالغة التشفير لتجنب خطورة رصد وكشف اي معلومات او مصدر عن رجل المستحيل.
الى ان يصدمنا “نبيل فاروق” في احدى حوارته بأن “ادهم صبري، رجل المستحيل “قد توفى منذ فترة قصيرة” لنفقد امل كشف ملامح ولقاء اكثر قربا بهذه الشخصية التى تناطح سيرة الشخصيات الاسطورية.
لقد اتاحت فترة مهمة نبيل فاروق مع المخابرات في الإطلاع على بعض ملفات العمليات المخابراتية لكثير من ابناء مصر الشرفاء، استطاع ان يكتب عنها اولا في مقال شهري بمجلة الشباب والتي كانت في فترة التسعينيات مجلة شباب مصر الاولى.
ثم جمعها في روايات مسلسلة، وكان دائما يستهل القصص المخابراتية الحقيقية التى تمت داخل العدو الاسرائيلي بمقوله جولدا مائير الشهيرة بأن المصريين لا يقرأون، معتمده في ذلك بعدم وعيهم نحو الامن القومي وقصة المطار السري الشهيرة والتى بدأت منذ نزول احدى الجنود عند ركوب الباص، حتى اصبح الكمسري ينادي في كل مرة يقترب من هذا المكان: (اللي نازل محطة المطار السري).
وافه عدم القراءة والوعي اصبحت احدى المعضلات المعقده التي نعانى منها حاليا.
فكثيرا من المفاهيم مغلوطة بشكل مخزي، وكثيرا من واجباتنا نحو بلدنا اصبحت في ذيل اهتمامتنا وطغت عليها منغصات الغلاء واطماعنا السياسية في مناصب باليه.
واستغل اشرار الوطن في الداخل والخارج جهل قلة الوعي والمعرفة وبثوا سمومهم من هذه الناحية.
رحم الله عز وجل الكاتب نبيل فاروق، والذي وصل الى هذه المكانة، عندما اصبح تكليفه بعد تخرجه من كلية الطب في وحدة صحية نائية بالصعيد، فقرر ان يكون كل وقت فراغه للقراءة المتنوعة بشكل موسع.
ولا عزاء لمن لا يقرأ، واصبح عالم الفيس بوك الافتراضي هو مصدر وعيه.