بقلم : تامر إدريس
حينما تتعاضد على المهج النائب، وتتصارع على الجنان النوازل، تضيق بالمقل السِّعَات، وتصبح الأرض مُكْفَرَّة حتى وإن كانت في الأصل غَنَّاءَ الحقول، دانية القطوف، ورافة الظلال فينا.
إنَّما هي وهلة من أفول قد عصفت بالجنان، فمن ريح قواصفها، ومن حمم بطائنها، ومن خواء مرائيها، ومن هوان مصارفها، نحن صيدها اليسير، سُبُلٌ لا منجى لنا منها، ولا سكون يرتجى فيها.
ألا أيها الباكي، كن ذا هِمَّة وابتغِ المكارم جَلَدًا تأتيك المسرَّات في توالٍ، والخطا حثَّها صوب المعالي رغَبًا تكن لك المنى رهَبًا ؛ فما كانت المنازل الشداد أبدا مُسْداةً لواهنينا.
أنات، عبرات، صرخات، آلام، آثار تهون في سبيله والعقبى على قدر المُقَدَّم مِنَّا، هو الأحق بجهدي وبذلي، إليه أصرفه عرفانا لا مَنَّا، بعِزِّ القنا وطيب المعشر أبتغي مودته، لا واهيا كنت ولا بدوت أبدا مستكينا.
نادى المنادي بعمقي أن حي على الجهاد متى ما كنت تروم المستحيلا، شَكِّل فيالق العشق، واحشر لوطيسك الجند الوفير، فيا لفوات من تصدى لفؤاد هام عن حُبٍّ بمعشوقه دهرا طويلا !!.
حتما سيخيب سعيه إن سعى في تمزيق وثيق الرباط أو باغت السِّر الدفينا.
حربي على واشيك موصولة باقتدار، لا هدنة حتى أفنيه في سبيلك أو يُنكِّس راية البغي؛ ويأتيني الخائب الذليلا.