. •┈••✦✿ ب ص ا ئ ر ✿✦••┈•
. جئتني بالتمر ولم تنزع منه النوى….!!
. (قصة قصيرة)
بقلم الاستاذ الدكتور محمد سلام كلية الدراسات الإسلامية والعربية
نقلها لكم ناصف ناصف
– شدَّ انتباه الفاروق عُمر بن الخطاب رضي الله عنه -في ظلال المنافسة في أبواب الخير…- أن أبا بكر رضي الله عنه كان يخرج إلى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر، ويدخل بيتًا صغيرًا للحظات ثم ينصرف إلى بيته…
– وكان عمر -رضي الله عنه- يعرف كل ما يفعله الخليفة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- من خير إلا سر هذا البيت….!!
– مرت الأيام…
ومازال خليفة المسلمين أبو بكر -رضي الله عنه- على عهده، إذ يواظب على زيارة ذلك البيت….
– ومازال عمر -رضي الله عنه-…
لا يدرك ما الذي يقوم به الصديق -رضي الله عنه- حين يأتي إلى ذلك البيت مع كل فجر….؟
*******
• قرر عُمر الفاروق -رضي الله عنه- أن يعرف قصة أبي بكر -رضي الله عنه- مع ذلك البيت…..
– ذات يوم انتظر عمر مجيئ أبي بكر إلى البيت، ثم خروجه منه؛ ليعرف ماذا يصنع الصديق بعد صلاة الفجر مع أهل هذا البيت….؟!
– وبعد انصراف أبي بكر -رضي الله عنه- استأذن عمر -رضي الله عنه- ليدخل ذلك البيت الصغير….
* ولما أُُذِِن لعمر -رضي الله عنه- وجد سيدة عجوزًا لا تقوى على الحِراك…..
– لقد كانت العجوز عمياء….
كما لم يكن لتلك العجوز العمياء عائل يقوم على شؤونها….!
* تعجب ابن الخطاب -رضي الله عنه- مما شاهد، وأدرك سر علاقة أبي بكر -رضي الله عنه- بتلك العجوز العمياء التي لم تكن لتعرف أن من يأتي لها بحاجتها، ويقوم بنفسه على خدمتها هو الخليفة (أبو بكر الصديق) رضي الله عنه وأرضاه….!!
– لقد قالت العجوز مجيبة عمر -رضي الله عنه- حين سألها عن سر مجيئ أبي بكر -رضي الله عنه- إليها مع كل فجر….:
“والله لا أعلم يا بُني مِن شأن هذا الرجل سوى أنه يأتي مع كل فجر ل…
-ينظف لي البيت ويكنسه…
-ويُعد لي طعامي وشرابي…
-ثم ينصرف في سلام…
* ولما مات الخليفة أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- سنحت الفرصة لعُمر الخليفة -رضي الله عنه- أن ينهج نهج سلفه الصديق رضي الله عنهما…
– حين ذاك قام عمر -رضي الله عنه- على رعاية العجوز الضريرة….
*******
• ومع رعاية عمر الخليفة -رضي الله عنه- لتلك العجوز العمياء في أول يوم سألته سؤالًا عجيبًا قائلة له:
– أمات صاحبك ….؟!
– فقال لها عمر:
– وماأدراكِ….؟!
– فقالت لعمر :
– “جئتني بالتمر ولم تنزع منه النوى….!!”.
* جثم الفاروق الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على ركبتيه، وفاضت عيناه بالدموع متأوِّهًا، ثم أطلق عبارته الشهيرة في مسامع التاريخ:
“لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر…..”.
*******
——————————————————————————
* رويت هذه القصة على وجه آخر لدى الحافظ “ابن عساكر” في “تاريخه” والقصة وإن كان في إسنادها ضعف، فإن فضائل أبي بكر الصديق، والفاروق رضي الله عنهما الثابتة عنهما أفضل مما ورد وأعلى…
* لكن…
بالله عليكم أهل مودتي…
••علامَ نبكي اليوم …..؟!
– أنبكي أبا بكر …..؟!
– أم نبكي عمر …..؟!
• أم نبكي حالنا اليوم …..؟!
– على القيم التي بادت…
– والأخلاق التي ضاعت…
– والمشاعر التي نخشى أن تكون قد ماتت…
* رضي الله عن أبي بكر وعمر…
* ورضي الله عن كل من يبعث الروح والحياة في تلك المشاعر، والأخلاق، والقيم من جديد….
.