حضارتنا المصرية أساطير ورموز (الجزء الثالث )
كتب : محمد الشويخ
حضارتنا المصرية أساطير ورموز (الجزء الثالث ) حيث يمثل الحرف الهيروغيليفى سماء , السموات بانها سقف مادى يهبط عند طرفيه كما تظهر السماء ممتدة لأسفل حتى تصل إلى أفق الأرض , وقد استخدمت العلامة على نحو نحو متكرر فى أعلى الجدران واطر الابواب والبوابات لترمز الى السموات المقنطرة بشدة , ولذلك تظهر كثيرا مرصعة بالنجوم – ليس كجزء من دلالتها المرئية المحددة, بل كجزء ايضا من محاولة شاملة لتعكس الكون فى سمات معمارية مميزة , كما توحى القمة المنحمية للوحة الدفينة إلى المصريين بقوس السماوات .
ويتبين أيضا من قرص الشمس المجنح , والحرف الهيروغيليفى “سماء” اللذين يزينان فى حالات كثيرة جدا تلك المنطقة من هذه اللوحات . وفى نقوش المعبد البارزة , وفى اعمال فنية كثيرة اخرى , استخدمت العلامة ايضا كجزء لنوع من الأطر الموضوعة حول تركيبات منفردة , وفى هذا الرسم الإطارى يوضح “خشخان” (حلية معمارية على شكل قناة عمودية ) السماء فوق التركيبة ليمثل السماوات ويوضع (الخشخان) “تا” تحتها كخط قاعدى وغالبا ما يوصل الاثنان معا بصولجان “واس” فى كل جانب كرمز الى العمودين الخرافين – او الآلهة – التى تدعم السماء .
وجسدت قنطرة السماوات إلهة السماء “نوت” التى تصور دائما فى وضع يشبه “خشخان” السماء وهى تتقوس فوق “شو” اله الهواء “وجب ” اله الارض وفى هذه الصور التمثيلية تصل اذرع وارجل الالهه الى اسفل حتى الافق ولكنها مدعمة ايضا باله عديدة مرافقة لها وتساعد فى رفعها يرمز اليها بصولجات “واسو” (المفرد = واس) فى الرسم الهندسى للاطار وفى الصور التمثيلية للدولة الحديثة والعصور المتاخرة كثيرا ما يرى الملك ايضا مدعما الحرف الهيروغيليفى “سماء” بذراعية المرفوعتين إلى أعلى – على نحو رمزى لدعمهما للسماوات وبالتالى للنظام الكونى وللالهه نفسها وهذا الموضوع معبر عنه فى نقوش بارزه موجودة فوق جدران المعبد وفوق الاضرحة والمذابح مثل معبد “طهارقا” من معبد امون فى جبل برقل وهنا أربعة أشكال للملك تذكارية لإله “صح” التى تدعم “نوت” إلهة السماء.
ولكنها تمثل هنا على ما يحتمل الجات الاربع التى ترفع الى اعلى شعارا للسماوات مرصعا بالنجوم وتظهر متغيرات لهذا الموضوع بعض الملوك رافعين “علامات السماء ” الى اعلى وفوق قارب مقدس وقرص الشمس وقد يوضع اى شعار اخر للشمس واحيانا كما فى مذبح شهير فى متحف بوسطن للفنون الجميلة يقف الملك فوق العلامة الهيروغيليفة ممثلا “اتحاد القطرين ” وهو يدعم السماء بيان تصويرى معقد يطوق دور الملك كحاكم للبشر ومساند للالهه على السواء
وفى العصر المتاخر يظهر الحرف الهيروغيليفى “سماء” فى صور مع راس مقلوبة للصقر الشمسى هابطا منه كرمز للشمس المشعة او فى هيئة اله بذراعين ممتدين ظاهرا بالاسلوب نفسه خافضا القرص الشمسى للأفق أو مستقبله فى السماء .
