خدعوك فقالوا مجتمع متدين بطبعه.
وليد عمر يكتب
مفاهيم مغلوطة بشأن الدين والتدين
وفهم قاصر بمعني المسميات التي نحتجب
خلفها بحجة الدفاع عن الدين كتعريف الفضيلة
ومكارم الاخلاق والفعل الفاضح والغيرة والحمية وتفسير عبارة ( شعب متدين بطبعه )
حتي عمت الكوارث بيننا وبات التلصص
وإنتهاك ستر وخصوصية الاخرين اسلوب
حياة ومنهج للتعايش ، هكذا كان رد فعل
شريحة كبيرة من المجتمع مع (السائحة
الاوكرانية) وهي في شرفة منزلها بالتجمع
الخامس ترتدي مايوه اشبه بالبكيني
حيث قام المارة بتصويرها وتسجيل
فيديوهات لها وبثها وإبلاغ الشرطة والتي
آتت واخذتها ملفوفة بملاية السرير وعند
توجيه الاتهام لها بفعل اشياء منافية للأداب
العامة قالت انا في شرفة منزلي ولم اكن
اعلم بان هذا امر ممنوع هنا وبيني وبين
المارة والشارع الرئيسي والجيران مساحة
كبيرة جدا ولا ادري ماذا حدث فلقد تجمع
المارة تحت الشرفة واخذوا بالهتاف والصياح
والصفير وانا لا اعلم ما المشكلة . انه الهوس
بأمر الدين والتدين فأين كانوا هؤلاء من تعاليم
ديننا بغض البصر وعدم التجسس والتلصص
علي الاخرين ، إن ثقافتنا الذكورية ورغباتنا
وشهواتنا المكبوتة لا تتورع في اختلس النظرات
وقتل براءة وعفة بنات وسيدات مجتمعنا ولعل
تاريخنا المشهود بالتحرش وحادثة سيدة الكرم
في المنيا بصعيد مصر ( السيدة سعاد ثابت)
بتعريتها والتهكم عليها في الطريق العام وغيره
وغيره من الحوادث اللا إنسانية ولا دينية دليل
دامغ علي ان الدين والتدين والاخلاق لدينا
مجرد مظاهر وطقوس وشعارات مزيفة ، اتذكر
واقعة منذ سنوات قد حدثت في محطة القطارات
برمسيس ملتقي تجمع والتقاء المصريين من
كل مكان كنت شاهد عيان عليها عندما سمعت
صراخ يدوي في المكان وعندما ذهبت الي مكان
الصراخ وجدت فتاة في كامل الالتزام والحشمة
في حالة هيستريا وانهيار تام تبكي وتصرخ في كل
من حولها وتقول كلكم مجرمين وعندما عرفت
قصتها ايقنت تماما بصدقها حيث انها امسكت
بأحد الشباب الذكوري المريض وهو يتحرش بها
وتعلقت برقبته حتي تسلمه للشرطة لكن بنطاعة
وكذب وتدليس المجتمع الذكوري المتدين بطبعه والذي نحن بكل اسف جزء منه التف المارة
حولها وخلصوا هذا الذئب البشري
من بين يديها وفر هاربا ، إن العالم والانسانية
واصحاب الديانات الاخري لهم كل الحق في
لفظنا وعدم احترامنا لأننا مجتمع متناقض وغير
متصالح مع نفسه ومع الاخرين ولا يعرف شئ
عن الاداب والقيم والتي تستوجب تقدير وإحترام
ثقافة الضيوف الذين يأتون إليها بدون إرهاب
ولا ترويع ، إن اهم ما يجب فعله الان في مجتمع
الصمت والذي يكيل امر الدين والتدين بعدة
مكايل هو معاقبة كل من تلصص وتجسس علي
هذه السيدة وسمح لنفسه بالإقتراب منها
وإقتحام جدارها الخاص وتصوريها فهؤلاء هم
المجرمون الحقيقون والذين يستوجب عقابهم
إن اردنا ان نكون رجال حق وحراس للقيم والفضيلة
خاصة ان السيدة لم يصدر منها اي إشارة بالهمز
والهمس واللمز او مداعبة خيال المارة المريض
بأي ايحائات فاضحة او مثيرة تسببت في هتك
عرضهم او العبث بشرفهم المصون،،،،،،،،،،،