خفقات من ثنايا الحب
بقلم عاصم عمر
لنفرض أن للحب خفقات نبض وشعور متتابع حتى يعلو صوته المكبوت وتسمو به المشاعر الدفينة لأرجاء الكون وأعلاه.
لنفرض أن للحب مرحلة حسبما اعتبرها كثير من الكتاب وأهل الفن المتأصلين فى شرح نبتة هذا الإحساس المترامى الخالى من الفكر الموضوعى إلا من ركني تلك العلاقة بما تحمله من جوانب فردين لهما شعور متبادل دون النظر لأي إعتبارات لأي من قواعد الحكمة حولهما حتى لو كان إدراكهما الأصلي أسمى وأعلا القمم الكونية والقيمية والقيومية.
لنفرض أن المجتمع قد يقدر تلك الحالة اللا محدودة من سخونة تلك الحاسة، أو قد يحاكم المجتمع أفراد تلك الحاسة النادرة حد الشذوذ فى أصل وجودها بين أطرافها حتي يقضي على أجمل مفاهيم المعانى المسماة بالحب.
والسؤال
هل يحق لأحد أن يتعدى بفكره إلى غيره دون إذنه أو تصريح منه حتى يتصدى لمعترك أعماق نفسه ! بل ويصدر أحكامه على أعماق ذاته؟!
هل يحق للمجتمع حتى لو اجتمع أن يمنع شيئ جعله الله جل فى علاه فى ثلاثة من أصل خمسة حسب ترتيب الفقهاء وفى أحكام العلماء بين الواجب والمندوب المستحب، ومن أصل خمسة أحكام بين الكراهة والتحريم؟!
إنها المشروعية التى كللها الشرع بل وكافة الشرائع وأخضع ذاك الشعور فى سياق معياري نبيل يسعى إليه كل من طلب إستقرار المجتمع، وأنه بإنتفاء ذاك الشعور بين طرفيه قد أفسد كل أفراد المجتمع وجعل مشاع العلاقات مذهباً مما جعلنا نعيش تابعين ببرود الإحساس لغيرنا من الدول الغير مؤمنة بالقيم التى لطالما تمسكنا بها انضبطت حياة مجتمعاتنا، وأنه كلما تخلينا عن قيمنا كلما أصبحنا كزبد البحر ودلالة ذلك فتيات فى مقتبل حياتهن بين المحاكم تسير وشباب حرم من الإستقرار ويعانى متطلبات القضاء وأحكام واجبة النفاذ، ورضيع ينمو بعيداً عن حضن والديه.
إن من تكونت لديه ملكة جرح الأخرين فيما ينتابهم من تقلبات الزمن فهو إما حاقد أو جاهل أو عقيم الفكر أو كلها مجتمعة.
إن من آثر بعض الأفكار دون الحصول على جماع أوصاف المحكوم عليهم بمعيارية دقيقة إنما هو الجهل الناقم الحاكم على عمر بأكمله بمجرد يوم من كل عام يسقط فيه الجواد، ويجب ألا ننسى قوله ( صلى الله عليه وسلم ) { حق على الله ألا يرتفع شيئ فى الدنيا إلا وضعه }.
ومن ثم فعلى كل منا أن ينشغل بحاله قبل إنشغاله بالآخرين وأن يخلص عمله ويحاسب نفسه عند نومه ، قبل أن يقع فى بئر الحساب.
فلا جريمة للتخلف عن السرب ولا نصرة لمن سبق الغير، إنما الأصل، أين نحن فى ميزان الله جل فى علاه؟.