قلم : سعيد الشربينى
خلفت الآنظمة الحاكمة لمصر خلال عقودها بسبب تخلفها وعدم وعيها واهتمامها بالجبهة الداخلية . واعتمادها وتفوقها على سياستها الخارجية سواء بالتباعية أو الاتفاق والانصياع لبعض الاملاءات الخارجية والدولية والاقليمية وذلك للوصول الى الحصول على صك البقاء بالجلوس على كرسى الحكم .
فمنهم من اتخذ من التباعية المطلقة هدفآ للحصول على هذا الصك . ومنهم من عمل على الاتزان ومسك العصى من الوسط . ومنهم من قرر الصدام دون وعى أو ادراك بقياس قدرة المعتدى . ومنهم من حقق انتصارآ اذا ما ملك القرار .
ولكن مرورآ بهم جميعآ نمنحهم درجة الامتياز شعبة المستوى الدولى والخارجى والاقليمى سواء من وفق وانتصر منهم أو من لحقت به الهزيمة فالجميع كانت تحركهم دوافعهم الوطنية
ونتفق جميعآ بأنهم لم يحالفهم الحظ بالحصول ولو على ادنى درجات النجاح لشعبة جبهتهم الداخلية والمجتماعية والسياسية الحقوقية .
فقد عملت هذه الحكام والانظمة على الاستعانة ببعض العصابات والتى منحتها مسمى الآحزاب
أو الاستعانة ببعض الشلية والافراد ذوات النفوذ والسلطة المالية للعمل على الهيمنة والسيطرة على كافة مؤسسات الدولة من أجل تآمين الجبهة الداخلية والسيطرة واليهمنة عليها واخراس ارادة الشعب لضمان بقائها سالمة على سدة الحكم بالبلاد
فمنذ عهد – عبد الناصر مرورآ بالرئيس السادات . نهاية بالرئيس حسنى مبارك وجماعة الاخوان – عملت هذه العصابات على ترسيخ عقيدتها وافكارها واستراتيجيتها على نشر الفساد بكافة أشكالة المؤسسى والمجتمعى والحقوقى داخل نسيج المجتمع المصرى .
ما دفع الشعب أن يخرج عن بكرة أبيه مطالبآ بسقوط هذه العصابات وحكامها وخروجهم من المشهد السياسى الداخلى المصرى .
وأصبح هذا المطلب من المطالب الاساسية لثورة يناير بعدم مشاركة هذه العصابات والجماعات والشلية والافراد منهم فى أى عمل سياسى بل ومحاكمتهم .
وأخذت العديد من الآقلام الوطنية الشريفة والاصوات المؤمنة تحذر من خطورة عودة هذه العصابات وما تشكله من تهديد على الحكم فى مصر خلال الفترة المقبلة.
ولكثرة المشكلات الدولية والخارجية والاقليمية التى خلفها هؤلاء الحكام والتهديدات الخطيرة على آمن وسلامة الوطن ووحدة اراضيه .
كان للقيادة السياسية النصيب والاهتمام الآكبر للعمل على صد هذه التهديدات والمخاطر معتمدآ فى ذلك على عمل الحكومة ولزوم اهتمامها ورعايتها للجبهة الداخلية الشعبية والعمل على تغير الواقع الاجتماعى الذى عانى منه المواطن طوال عقوده.
ولكن ما حدث من أحداث مؤسفة فى انتخابات مجلسى ( الشيوخ والشعب ) يؤكد اخفاق هذه الحكومة بدرجة باليد . فقد عادت هذه العصابات بل وبشكل فاضح لتعمل على التزوير والتزيف واستغلال حالة العوز التى يعانى منها الكثير من ابناء هذا الوطن وتنجح فى تزيف ارادة الشعب وتغيبه وتحقق انتصارآ ملحوظآ يضمن لها الاستحواذ على أكبر عدد من مقاعد مجلسى الشورى والشعب . مما يمثل خطورة بالغة على المدى على نظام الحكم فى مصر خلال الفترة القادمة .
كما انها حققت نجاحآ كبيرآ فى العمل على ايجاد ثقب بجدار الثقة التى عملت القيادة السياسية منذ توليها حكم البلاد على بنائه وتقويته بعد اعادته بينها وبين أبناء الشعب المصرى
فقد عادت المشاهد والاحداث التى خلفت عملية التصويت فى مجلسى الشعب والشورى الى اعادة الازهان المصرية الى مشاهد عهود القمع والتخلف وتزيف الارادة الشعبية بل قد اشعرته بأنه وعلى الرغم مما يتم انجازه بالبلاد أن شيئآ هناك لم ولن يتغير بل ويعمل على اتساع ثقب فقدان الثقة على التزايد والاتساع مما يشكل معه خطورة بالغة وتداعيات خطيرة على الجبهة الداخلية ونظام الحكم فى مصر
وهذا يتطلب منا العمل على سرعة تصويب وتصحيح المسار بالتوازى مما يضمن استقرار وصلاح المجتمع من الداخل . كما انه يتطلب سرعة العمل على تفكيك هذه الآحزاب العصابية والقضاء على شلليتها وأفرادها وترسيخ مبدأ حق المشاركة المجتمعية الحقيقية
( حمى الله مصر شعبآ وجيشآ وقيادة من كل مكروه وسوء)