دموع الرجال
بقلم / شيرين راشد
وصفوا الشعراء والأدباء دموع النساء وتأثيرها علي قلوب الرجال فالمرأه مخلوق رقيق جدا وأمام جبروت الرجال وقهرهن لا تملك إلا البكاء إعلانا منها بالهزيمه وقلة الحيلة فالدموع سلاحها الوحيد في الأزمات فاترها تبكى في جميع الأوقات فى الحزن وفي الفرح وبعضهن دموعهن كاذبه كادموع التماسيح يزرفونها من أجل إستمالة قلوب الرجال إليهم
ولكن لم يتذكر أحد أبدا دموع الرجال أو يكتب عنها رغم أنها غاليه نادره صادقه ولا تدمع أعين الرجال بسهوله بل تسقط دموعهم رغم أنفهم لأسباب قويه خارجه عن إرادتهم كافقد عزيز أو فراق حبيب أو لشعورهم بمرض .
ولأن الرجال منذ نعومة أظافرهم لقنهم الأباء درس قاسى عليهم وهو إقناعهم بإن البكاء للنساء فقط وليس من حقه كرجل أن يبكى أو يعبر عن مشاعره مهما تألم
ولذلك عندما يشعر الرجل بحاجتة الملحه للبكاء يتوارى عن أعين الجميع فلما يقسون الرجال علي أنفسهم هكذا ويرفضون إظهار ضعفهم لحظة ألم لمن حولهم ويفضلون أن يظلوا أقوياء وقدوة لغيرهم وكأنهم ينكرون إنهم بشر لحم ودم ولهم قدرة وطاقه علي التحمل ولا بد لهم من التعبير عن مشاعرهم وردود إنفعالهم .
ولهذا تجدهم أكثر الناس عرضه لأمراض القلب والشرايين والضغط والسكر فما الداعى أن تقسوا علي أنفسكم أيها الرجال وتخجلون من الدموع .
فالبكاء به راحه وروحانيه وطهارة للعين وجلاء لحزن القلب والأنبياء وعلي راسهم سيدنا محمد كان أكثر الناس بكاء فهو ظاهرة صحية ودليل علي الرئفه ولين القلب ونقاؤه وليس عيبا قط أن يعترف الإنسان بوجعه ويعبر عن لحظات ضعفه وإنكسارة ولكن العيب أن يكتم الرجل أنفاسه وانهيارة داخل خلجات قلبه فينفجر ألما.