دمياط تُراجع دفاترها القديمة… فمن الذي سيصعد للمنصة؟
بقلم /رضا محمد حنه
رغم أن ساعة الصفر لم تُضرب بعد، ورغم أن الهيئة الوطنية للانتخابات لم تُعلن بَعدُ، ورغم أن القوائم لا تزال تُعدّ خلف الأبواب المغلقة…
إلا أن رائحة الانتخابات بدأت تُخضّ الشارع الدمياطي، و”الكراسي الثلاثة” في مجلس الشيوخ تُشعل الأحلام، وتعيدنا قسرًا إلى أجواء انتخابات 2020 التي كانت أقرب لمعركة تكسير عظام على مقعدين فردي ومقعد قائمة!
ذاكرة 2020… نارٌ لم تُطفأ بعد
في انتخابات الشيوخ 2020، تنافس الكبار والصغار، المخضرمون والهواة، الأمل واليأس… والجميع كان يحاول الظفر بمقعدين فقط بنظام الفردي، نال شرف تمثيل دمياط فيهما.
وليد التمامي
رجلٌ بألف يد، كانت تحركاته تسبق خصومه بخطوتين.
أحمد البلشي
قامة وقيمة، هادئ في حضوره، عميق في أدائه.
أما المقعد الثالث فكان من نصيب قائمة – شرق الدلتا – كيلوبترا-، والتي نال فيها النائب محمد أبو حجازي المقعد الشرفي لدمياط… ولكنه – وللأسف – ظل شرفًا بلا أثر.
وجوه تُجدد العهد… وأخرى قد تُغادر بهدوء
اليوم، وبينما تُعد الأحزاب أوراقها، وتُدسّ الأسماء في أدراج القرار، يُعلن بعض النواب نيتهم عن خوض المعركة مجددًا.
التمامي –
لا خلاف على أنه – ملك الساحة – ، يتحرك، يتفاعل، يقترب من الناس، ويصنع حالة شعبية فريدة. ولكن… نظراته الأخيرة تقول: “هناك ما يقلقني”.
البلشي–
على رصانته وإنجازه، إلا أن المؤشرات تقول إنه قد يكتفي بما أنجز، ويُسلّم الشعلة بهدوء.
أبو حجازي-
اسمٌ يحضر في الصور أكثر مما يحضر في الواقع النيابي. وإن كنا نحترم خُلقه، فإننا نسأل: أين هو من هموم دمياط؟ وأين صوته في ملفاتها؟!
والقائمة المقبلة – كما يبدو – لن تنتظر طويلًا حتى تُراجع هذه الأسماء… وربما تدفع بشخصية أكثر ثِقَلًا وتأثيرًا من أبو حجازي، فدمياط لا تنتظر أحدًا.
مفاجآت الساحة… قادمون من الظل!
بعيدًا عن النواب الحاليين، ظهر على السطح من يطرق الباب بقوة.
وليد عبد القادر:
سياسي عتيق، أمين تنظيم حزبي، وقد هاض التجربة من قبل، يعرف خريطة الزرقا شبرًا بشبر، وله في – الحشد – باع طويل.
عماد البرمبالي:
محامٍ من قرية شرباص، يحلم بأن تنتقل دمياط من تمثيل الصور إلى تمثيل القرارات.
أمل فوزي:
وجه نسائي صاعد، وأمين محافظة بحزب سياسي، تُمثّل تيارًا يؤمن أن الوقت قد حان لصوتٍ نسائي حقيقي.
وهناك من يلمّح لعودة كيوان، رغم ضبابية الرؤية، وتكتُّم المطبخ السياسي.
دمياط لا تحب الضعف… ولا تغفر للغياب
دمياط ليست محافظة تُدار بالبروتوكول، ولا تفتح قلوبها لكل من يتحدث بلغة – الأمانة العامة – و- اللجان النوعية -.
أهلها لا ينسون من خذلهم، ولا يرحمون من تزيَّا بثوب النائب دون أن يترك أثرًا.
وإن كانت دمياط قد أعطت في 2020، فإنها في 2025 ستسأل وتحاسب وتراجع.
من الذي كان نائبًا بالفعل… لا صورة؟
من الذي صوّت لقانون يخدم دمياط؟
من الذي طرق أبواب الوزارات من أجل مشروعاتها؟
من الذي أدار دفة الملفات بصمتٍ وذكاء، لا بجولات استعراضية؟
ما أردت قوله ….. الرؤية القادمة
نحن أمام مشهد بدأ يتشكل… ستة مرشحين أعلنوا نواياهم حتى الآن، والقائمة ما زالت مفتوحة على احتمالات أكبر.
التحالفات تُبنى، والمفاجآت تُطهى على نار هادئة.
وإن كانت دمياط قد اختارت بالأمس، فإنها اليوم تقول.
– لن نختار إلا من يتقن لعبة الوطن… ويكتب في دفتر الغد سطورًا من أثر، لا صورًا من حضور -.
دمتم و دامت مصر آمنة بشعبها و قائدها العظيم و جيشها الباسل و رجال أمنها الاوفياء.