د/ماهي احمد تكتب: انت الحقيقة
حين يفشل فيك… يبدأ بك أمام الناس
الإنسان المؤذي غالبًا ما يشعر بالعجز أمام قوة شخصيتك الداخلية أو قدرتك على الاستمرار رغم ما يفعله. وعندما يدرك أنه لا يستطيع التحكم فيك من الداخل – لا في مشاعرك ولا في قراراتك – يلجأ لأسلوب آخر: تشويه صورتك أمام الآخرين.
هو لا يبحث عن الحقيقة، بل عن السيطرة. والسيطرة بالنسبة له قد تتحقق ليس بإقناعك، بل بإقناع من حولك أنك لست كما أنت.
قد يبدأ بالتقليل منك في مجالسك، أو نشر روايات مشوهة عنك، أو زرع الشك في قلوب من يثقون بك. وكل ذلك ليس لأنك ضعيف، بل لأنك قوي بدرجة جعلته غير قادر على كسر ثباتك من الداخل.
وهنا يكمن الدرس:
رأي الآخرين فيك قد يتأثر مؤقتًا بما يروّجه، لكن حقيقتك دائمًا هي الأوضح على المدى الطويل. الناس قد تُخدع لبعض الوقت، لكن السلوك، المواقف، ونقاء الجوهر لا يمكن تزويرها إلى الأبد.
الأذى الاجتماعي الذي يحاول المؤذي استخدامه ما هو إلا مرآة لعجزه. فالشخص الواثق لا يحتاج أن يسقط غيره ليعلو، بينما المؤذي لا يرى نفسه إلا إذا شوّه غيره.
تذكّر دائمًا:
ما يقوله الناس عنك لا يغيّر حقيقتك.
من يعرفك بصدق لن يصدّق ما يُقال.
والزمن وحده كفيل بكشف الأقنعة.
لذلك، لا تنشغل بمحاولاتهم، ولا ترهق قلبك بإثبات نفسك لكل أحد. يكفي أن تثبتها لنفسك. القوة الحقيقية أن تبقى ثابتًا، صادقًا، وواثقًا، مهما حاولوا أن يزرعوا العكس.