كتب: حمدى عبدالمحسن
اجمل ما كتب فى أجمل قلب وارق وجدان عاش بيننا فى هدؤء ورحل فى هدؤء تلك الأسطر التى سطرت باحرفها أعظم معانى الشخصية التى ابدا ستظل فى قلوبنا انه المغفرله بإذن الله تعالى الشيخ حسام فتحى قطية انها احرف كلمات أخيه التى اقشعر لها وجدان بقرائتها قائلا :
ما وصل إليه الشيخ حسام رحمه الله تعالى من مكانة عالية في قلوب عباده ، ومنزلة سامية ارتضي المولى سبحانه وتعالى أن يُطلعنا عليها من خلال ما رأيناه من علامات حسن الخاتمة ، أو من خلال ما شاهده الأطباء أثناء الفترة الوجيزة التي مكث فيها بمستشفى الدعاة هنالك في القاهرة ، أضف إلى ذلك الرؤى الصالحة والمبشرات ، وكلنا نعلم أن رؤيا الميت حق..
فوالله ما رأيناه أو ما قُص علينا من أحبائنا ليثلج صدورنا… يحكي أحدهم الرؤيا فتشعر أن الشيخ رحمه الله غنيٌ عن دعائنا ولا يحتاجه من عِظمِ تلك الرؤى والمبشرات التي يمكن تلخيصها في جملة واحدة وهي أن الله تعالى أصطفاه ليكون من الشهداء _ ولم يدرك كل ذلك إلا لأنه أحب القرآن فوهب قلبه ونفسه وجهده وماله له ؛ فلقد لازمته في مكتب التحفيظ فرأيت منه العجب العجاب فكان لا يكل ولا يمل..صاحب ضميرٍ حي في كل صغيرة وكبيرة ، لم يبخل بقطرة عرقٍ واحدة ولم يدخر جنيهاً واحداً في سبيل تعليم النشئ وتربيتهم تربية دينية سليمة ، محباً لتلاميذه ، معيناً لهم حتى في أحوالهم الإجتماعية الخاصة بهم ، وكان كل ذلك مع إدارة جيدة ومحكمة ؛ وشخصية قوية وحكيمة..
مثالاً يحتذي به في كيف يكون حب مشايخنا ومعلمينا ، فضرب أعظم الأمثلة لنتعلم منه كيفية تقديرهم وتوقيرهم واحترامهم دون رياءٍ ولا لنيل مكانة ولا ابتغاء سمعة.
ولم يكن كل ذلك إلا لحبه الشديد للفقراء واليتامي والمساكين ؛ فتلك النفقات التي كان يتصدق بها ليل نهار لولا أن أصحاب هذه المعونات أخبرونا بما يفعله معهم وما كان يصل إليهم منه كراتب شهري والله ما كنا لنعلم عن هذه الصدقات أي شئ ، اضافة إلى مجهوداته الكبيرة في الجمعية الشرعية بالبلدة ودوره الكبير فيها.
كان رحمه الله طيب القلب..حسن الخلق ، نظيف اللسان مع القاصي والداني ومع الصغير قبل الكبير ، وكان صاحب نية صادقة.. ودوداً بأحبته رحيماً بهم.
هذا ما فاضت به نفسي.. والله يشهد أن ذلك لم يكن إلا لأخذ العبرة والعظة عسى أن نشتاق إلى أعلى الدرجات فنكون من هؤلاء الذين وهبوا أنفسهم لدين الله ، وعسانا نبتعد قليلاً عن ضجيج الدنيا الفانية وعن هذا الواقع الذي شابه الحقد والغل والحسد !!
أما أنت أخي الحبيب فإن مصابك عظيم لا يعلم مداه إلا من قضي بذلك.. فوالله الذي لا إله غيره ما طاب عيش بعدك ؛
لكن هذا قضاء الله وقدره، ولقد رضينا به دون جزع… ولكنه الفراق !!
سأل الإمام علي “كرم الله وجهه”.. هل يوجد أعظم من الموت؟… قال نعم “فراق الأحبة”……….
وأيُ حبيب افتدقنااااه !!!
اللهم ارزقنا الصبر والسلوان عليه وأجمعنا به بصحبة نبيك صلى الله عليه وسلم _في جناتٍ ونهر في مقعدِ صدقٍ عند مليكٍ مقتدر .