بقلم : هيثم عطية
تفاصيل المذبحة
محطة مصر ركبنا القطار المتجه لبورسعيد ونحن سعداء لا صوت يعلو فوق صوتنا نغنى و نهتف باسم النادى الأهلى
عند وصولنا المحطة وجدنا اتوبيسات تابعة للقوات المسلحة فى انتظارنا قالوا لنا “إحنا هنوصلكوا للاستاد مجانا” ركبنا لكنى كنت مندهش واتضحت الرؤية فى النهاية “عايزين يوصلونا لملك الموت بنفسهم ”
عند دخولنا مدينة بورسعيد كانت هادئة تماما وكأنها خالية من البشر لا توجد الا مدرعة أمام الاستاد للتأمين وفتحت أبواب الاستاد بدون تفتيش مثل ما تعودنا كان الأمر كله مريب للشك .ودخلناالمدرجات

هتفنا للتشجيع كالعادة لكن كانت مدرجات النادى المصرى بها مجموعة من المشجعين ذو طابع غريب ألقوا علينا الشماريخ والحجارة ولوحوا لنا بالعصى وشتمونا لكننا واصلنا هتافنا للنادى .
ومع اطلاق صفارة الحكم بنهاية المباراة نزل البلطجية إلى أرض الملعب بالاسلحة البيضاء وتراجع عساكر الامن وتركوهم وأغلقت الأبواب وأطفأت الأنوار وبدء الجحيم ..
إنهالوا علينا بالضرب وتم قذف ناس مننا من اعلى المدرجات على أرض الملعب ليلقوا حتفهم على الفور لم يرحموا حتى سيدة حامل من بورسعيد آتت لتشجيع النادى الأهلى رميت من المدرجات وماتت.
رايت طفل لا يتعدى الرابعة عشر يرتدى فانلة حمراء يقتل أمام عينى قال للبلطجى أرحمنى “أبوس إيدك متموتنيش” لكن لم يرحمه ذبحه . كل ما استطعت فعله هو أن أخلع فانلتى الحمراء حتى أنجو من الموت فكانوا يقتلون من يرتدى فانلة حمراء .
كانت ساعة مريرة لم أرى مثلها فى حياتى تحول الاستاد الى مجزرة من صوت الهتافات إلى صوت الاستغاثة وما من مجيب .
بعد هذه الساعة فجأة عادت الأضواء الى أرض الاستاد وتراجع البلطجية عن الضرب وظهر
أفرادالداخلية وكأنها عملية تسليم بضائع سلمونا البلطجية الى الداخلية ونزلنا ألى ارض الملعب وبدأت وصلة أخرى من التعذيب طلبوا مننا خلع ملابسنا ونجرى فى الملعب ونحن مصابين شتمنى أحدأفراد الداخلية وقال لى وهو يضحك ” عشان تحرموا يا ابن ……”
كان تفكيرى مشتت فكل ما كان يشغلنى هو ان اجد أخى فقد كان معى فى هذه المجزرة والحمدلله وجدته فى تعداد المصابين مثلى .
رحلونا على محطة بورسعيد وركبنا القطار لنعود الى نفس المكان ولكن هذه المرة بدون غناء ولا عزف بل منكسريين تملأ أعيينا الدموع فقدنا أغلى الصحاب
” كان أصعب حاجة إنك صاحبك يموت آدام عينك ومتقدرش تعمله حاجة … كل واحد فينا فكر فى نفسه ”
فى تالتة شمال.. شهيد صورته وذكراه دايماً في البال هتف ضد المجلس بأعلى صوت ..وعمره ما اختار السكوت
وفي الميدان.. وقف يحمي الثوره ويومها كان واهب حياته وروحه للجموع.. والثوره تعيش مهما كان
رحم الله شهداء النادي الأهلي واسكنهم فسيح جناته. #لن_ننساكم





































































