رد الجميل
بقلم. رانيا فتيح
ليس من الضرورة أن ترد الجميل بفعل يضاهي ما قدم اليك
يمكن لك رد الجميل بأن تذكر الجميل لمن قدمه في طيات كلامك وان تشكره عليه من حين لآخر.
ويحضرني هنا في هذا المقال الاحتفاء (بعيد الام) ذلك الاحتفاء الذي رسخ في أذهان الجميع من الصغير للكبير بهدايا تقدم للام، حيث يتسابق الجميع من أجل تقديم هديه تليق بأمه وتحوذ إعجابها.
اعترافا منا بفضلها وكم كانت الأم بالنسبة لابناءها شمعه تحترق من أجل لآخرين، نجد بعض الدعوات الدخيلة علي مجتمعنا العربي والمصرى الي حرمانية الاحتفال بعيد الام
مستندين إلي أن هذا الاحتفال بدعه، وان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ضاربين بعرض الحائط أن مثل هذا الاحتفال ليس فيه ضلاله ولا شئ مشين فهو احتفال يدخل السعادة علي امهاتنا ويقوي الرابطة الأسرية، ويصنع البهجه في المجتمعات، ويشيد بفضل الام في كل زمان ومكان، ويذكر الجميع فضل الام علي الأبناء، ويذكر المجتمع ككل بحق الام من تزاور وتهادي وصلة وبر.
*احيانا نرى أبناء في قلوبهم جحود لاباءهم، فمنهم من يفضل أبناءه وزوجته أو زوجه علي أمه وأبوه، ومنهم من يطردهم من بيته، ومنهم من يترك أبويه دون مأوى، ومنهم من يحجر علي أبويه، وغيرهم الكثيرين والكثيرين ممن ينكرون فضل الآباء
*فيأتي عيد الام من كل عام فينشغل الإعلام بعمل لقاءات مع قصص لابناء يكرمون آباءهم وآخرين حصلوا علي لقب الأم المثالية، وآخرين يستعدون لشراء الهدايا، ونرى البيوت الموصدة طوال العام فتحت لاستقبال الأبناء والأحفاد، فيرى الجاحدون ع السوشيال ميديا اغاني تتغني باسم الام، ويشاهدوا عروض المحلات بمناسبة عيد الأم، والكل يستعد بالتزاور والتهادي، فيشعر الابن الضال ويستشعر الندم، ويحاول أن يقلد هؤلاء، فتعود الأسر لدفئها من الجديد، ونكون هنا قد حققنا الهدف الأهم من عيد الام، هو تواصل العائلات والتراحم فيما بينهم وتبادل التهاني والتبريكات.
ان من سن سنه حسنه واتبعه أناس كثيره أخذ ثواب كل من اتبعه، من اضحك فرد فثوابه عند الله كثواب من اضحك البشر كلهم، أن نكف عن التحريم الدائم لكل الأمور دون وعي أو علم أو درايه، خاصة أن أولو الأمر أفتوا بأن الاحتفاء بالام شئ عظيم، ما دام احتفاء لا يتحقق عنه مفسده اوضرر أو فتنه، أعلنوا الحب.
ايها الناس أجمعوا مصابيح قلوبكم واستفتوها، واعلنوا الحب للاباء، واقسموا علي برهم، وانشدوا بأسماء والقاب من فقد منهم، واقراوا لهم الفاتحة، اجعلو ا كل من يراكم يدعوا لمن رباكم، گونوا خير خلف لخير سلف، ارصفوا طريق حياتكم بدعوة حلوة ساعة فجرية طالعة من الب ام ياما تعب من الخوف عليكم، طالعه من تحت دموع ام صرخت وقت ميلادك، طلعة من روح ام راضية مرضية، كونوا قدوة لابناءكم، وازرعوا لتجنوا ثمار من الحب والود والطمأنينة والتراحم.
(من لا يرحم لا يرحم)
أن يوما في العام لا يكفي للاحتفاء بالام، فلنعتبر هذا اليوم جرس انذار كل عام في نفس الموعد لكي نذكركم بامهاتكم واباءكم، لكي نجعلكم تقفوا أمام مرأة الحقيقة العارية دون رتوش أو خربشة تضيع الصورة