رفقا بقواريرنا أيها الغرب

رفقا بقواريرنا أيها الغرب 

بقلم : خالد السلامي 

 في إحدى الجلسات الخاصة بمناقشة دور المرأة وتمكينها تحدثت إحدى الحاضرات عن ضرورة استقلال المرأة مادياً

وبلا شك هذا شيء رائع لو حصل، ولكن كيف للمرأة ان تستقل ماديا

وان فرص العمل والوظائف معدومة الا للواتي إتكأنَ على ظهور قوية

وهذا ما شاهدته بأم عيني وانا احضر حفل تخرج ابنتي من الكلية في عام 2020

حيث أخرجت إحدى الخريجات أمر تعيينها واشهرته امام جميع الطلبة والطالبات

قبل استلامها شهادة التخرج لان طلبة جامعاتنا اعتادوا الاحتفال قبل نهاية السنة الدراسية بقليل

بينما بقي آلاف الطلبة والطالبات ومنهم ابنتي ، رغم ان اختصاصها مطلوب نوعا ما ،

ينتظرون الفرج الذي لن يأتي الا بمعجزة ، واكيد ان تأمين مصدر مالي للمرأة يساعدها على تأمين حاجتها

خصوصا اذا كان وضع عائلتها محدودا ماديا .

ولكن ما أثار انتباهي من حديث تلك السيدة المتحدثة انها تنصح البنت التي لديها استقلالية مادية ان تخرج من بيت ابيها

اذا لم تعجبها طريقة تعامل اهلها معها فتعمل على استئجار شقة او بيت وتعيش لوحدها ،

بينما الشرع منعها ان تؤدي ركنا اساسيا من الاركان الاسلام وهو الحج بمفردها وفرض عليها ان يكون معها احد ولاة أمرها كالزوج او الاب او الاخ هذا بالنسبة لمجتمعاتنا العربية والاسلامية

التي هي المقصودة بالدرجة الاساس بكل هذه الحملات المشبوهة والممولة بسخاء من قبل حكومات غربية كالدنمارك والمانيا وغيرها

اضافة الى الامم المتحدة وهذا ما نشاهده علنا في كل اليافطات المعلقة خلف ادارات تلك الجلسات .

فهل مثل هذا الكلام يجوز في مجتمع مبني على تعاليم دينية واعراف وتقاليد اجتماعية تحرم هذا فعل ؟

الا يعتبر هذا تحريض للنساء على العصيان والتمرد على الاهل؟

اظن ان هذا ما تريده الأمم المتحدة وحكومات الغرب التي تدعم بسخاء هذه الأنشطة

و تحرض ليس على حقوق المرأة وإنما على خروجها عن دينها وطاعة اهلها وتمردها على والديها واخوتها وربما زوجها. 

فما يجري من فرض لأجندات لا تلتقي نهائيا مع ما بنيت عليه مجتمعاتنا من تعاليم واعراف دينية واجتماعية

وجَعْلها اهم شروط التعاون مع تلك الجهات الداعمة ما هو الا سعي محموم لتفتيت الأسرة العربية خصوصا والإسلامية عموما

مما يؤدي الى انهاك المجتمع وإلهائه بهذه الاجندات التخريبية

كسابقاتها من حلقات تحريضية وبالذات فيما يتعلق بالمرأة والشباب حيث بدأت تلك الاجندات مع انتشار تكنولوجيا الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي

التي دأبت منذ بدايتها على حث النساء والشباب على الانفلات من دينهم وقيمهم التي اعتادت عليها مجتمعاتهم فبدأوا بالملابس

حيث صمموا للرجال بنطال بنصف سرج بحيث تظهر عورته عند جلوسه او عند أبسط إنحناءة لجسمه ثم جاءوا بالملابس الضيقة والشفافة ثم الممزقة للنساء ومثلها للرجال وحضوا الشباب الذكور على وضع المكياج وحف الحواجب وقصات الشعر واللبس فوق الركب في الشوارع والاسواق والتشبه بالنساء

ثم إظهار خصلة من شعر المرأة ثم نصف الشعر حتى وصلنا إلى خلع الحجاب بالكامل فصار أن ترى المرأة بملابسها الضيقة والشفافة والممزقة ومكشوفة الرأس أمرا طبيعيا جداً بصحبة ابيها واخيها وزوجها ، .

بينما دينها الذي تنتمي إليه واعرافها المجتمعية الأصيلة تأمرها بعكس هذا كله.

 بحيث صرنا لا نميز بين البنت والولد ربما الا بالفحص الطبي ثم عملوا على نشر المخدرات وسط الشباب من الجنسين وهاهم اليوم يحاولون تغيير المسميات التي عرفتها الأمم كلها قبل الأديان كالمرأة والرجل او الانثى والذكر

باستحداث تسمية جديدة ما انزل الله بها من سلطان كالنوع الاجتماعي أو الجندرة

التي تمهد لانتشار المثلية

بحيث يتزوج الذكر من الذكر والانثى من الانثى (هذه الحالة التي لم تمارسها حتى الحيوانات والحشرات)

تمهيدا لانقراض البشرية ثم التحول الجنسي بين الناس من ذكر الى انثى ومن انثى الى ذكر

واستحداث نوع ثالث يضاف الى نوعي البشر يسمونه ثنائي الجنس اي انهم يتحدون الله في خلقه الذي خلق الزوجين الذكر والانثى

ليتزاوجوا بينهم فتستمر الحياة والانجاب وتتواصل الاجيال بشكل شرعي كما اقرته كل الشرائع السماوية بل وحتى الوضعية الى عهد قريب .

لهذا يجب ان نتساءل كمسلمين

أولاً وكإنسانيين ثانيا عن ماهية الغاية من كل هذا التركيز والدعم اللامحدود لتحرير المرأة من دينها وتقاليدها

بل وحتى من عائلتها التي لم تحرمها من اي حق من حقوقها التي اقرتها كل الشرائع السماوية والارضية

فهي طالبة ومتخرجة من كل المراحل الدراسية الاولية والعليا وموظفة ان حصلت على فرصة توظيف

وهي حاضرة في كل المحافل الاجتماعية والسياسية والدينية والتربوية والتعليمية والاقتصادية والقضائية والاعلامية

وكذلك لها حصة ثابتة في المجالس التشريعية وفي الحكومة اضافة الى إدارتها لمنزلها وتربيتها للأجيال .

حضَرتُ شخصيا الكثير من الورش والندوات والمؤتمرات بهذا الخصوص منذ بدء هذه الحملات

فلم أجد أياً منها يحث المرأة على كيفية إدارة اسرتها وتربية اولادها و الإلتزام بدينها وتقاليدها واعرافها

التي وجدت أصلا للحفاظ عليها ومنعها من ان تكون سلعة لترويج البضائع من خلال اعلانات فاضحة عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي

وكذلك أداة لضرب الدين والمجتمع التي تربت فيه .

 إذاً إن أردت أن تصنع امرأة قوية فعليك أن توفر لها مصدر عيش يكفيها لسد حاجتها وحاجة اسرتها

فالحاجة لهذا المصدر هي التي تجعل العائلة كلها متوترة وفي حالة صراع دائم لأن المرأة وبناتها وأولادها يرون عوائل متنعمة بألأموال والسيارات والقصور الفارهة وهم وجميع أولادهم وبناتهم حصلوا على أفضل الوظائف

بينما هي وافراد اسرتها يتحسرون على أبسط حقوقهم المشروعة علما أن كلَّ أولادهم اكملوا جميع مراحلهم الدراسية دون جدوى

حيث لا وظائف حكومية لهم لأنها فقط محجوزة لأصحاب النفوذ والاموال واولادهم واقربائهم

وكذلك لا وجود لقطاع خاص يمكنه احتضانهم .

فالعدالة الاجتماعية والاقتصادية هي التي تساعد على استقرار العائلة والحصول على استحقاقاتها المشروعة وبالتالي لا تحتاج الى التوتر والانفعال الذي يسبب الاذى لكل أفراد الاسرة وليس للمرأة فقط .