بقلم :تامر إدريس
كم مرةً بادلتني فيها القرب نأيًا؟، كم ليلةً بِتُّ أشكو الصَّدَّ فردًا؟، كم أرجوزةً في حسنك صغتها في الأرجاء شدوًا؟
كم زهرةً رويتها من مداد الفؤاد وردًا؟، ألست تراني دونك في ذبولٍ؛ أكابد العيش ضنكًا؟!!
أيا دائي ودوائي، أيا نعيمي وعذابي، أيا محياي ومماتي، سلِّي الجنان لبرهة، فلن تُهَدَّ ذات الصُّمود بمسحة من اللِّين هدَّا.
أعُدُّ اللحظات اشتياقا لبرقةٍ من سناك عدًّا، أنا الموتور دونك كمن صُرِمَ الخير لا شاةً ولا ولدًا.
أنا الموضوع بناءً، المتروك شخصًا، المهضوم جانبًا، المقصوف جبهةً وقلمًا.
أنا المُبْعَدُ عن جنانك، المطمور في صفحاتك لا ذِكرًا تبديه هجاءً كان أو مدحًا.
ضننت على أسير أديمك بالذي حُقَّ له، لا وصلًا منحته ولا قتلًا.
أيا درَّة التَّاج وخبيئة الدَّهر، مُنِّي على قتيل المها بنظرة فيها الحنان يُزَفُّ في تهذيبه، ولا تريقي الدماء من نحري على ما كان مِنِّي في سابقٍ أبكيه.
هواكم أنفاسي، وترابكم عطري، وتحت أقدامكم جناتي، رضاكم دربي، وحبكم نبضي، وعفوكم منجاتي.
سؤلكم يبعثني للوجود حيًّا، وغيابكم نصلٌ ناجِزٌ؛ يقطع الأنفاس لوهلة، فيعيدني إلى الأعماق ميتًا ويأنس دوني الأحياء من عشَّاقٍ.
مُرَابِط أنا في الجبهات، أذود عن حماك من مشرقي وحتى يباغتني المغيب، عمري في سبيلك أصرفه؛ ذاك سؤلي ومأربي، وعهدي لك أحفظه، هو لا شك عهد وثيق.