زينب كاظم تكتب “أفكار بصوت مرتفع
قنبر مولى الأمام علي عليه السلام
سنتحدث في هذا المقال عن قنبر خادم الأمام علي عليه السلام ،كان ابو قنبر ملكا على إحدى ولايات أفريقيا وكان قنبر الوريث الوحيد لأبيه وعندما توفي أبوه بعثوا له رسالة كتبوا فيها (يا قنبر أصبحت أنت الملك بعد أبيك فتعال الينا فرفض قنبر هذا المنصب )وكتب إليهم قائلا (خدمة علي أمير المؤمنين عليه السلام عندي أفضل من منصب الملك )فالسلام على قنبر الشهيد الذي كان من أكثر الناس عشقا وأخلاصا للإمام علي عليه السلام ،الكثير منا يسمع عن قنبر ولا يعرف عنه سوى أنه مولى الأمام علي بن ابي طالب عليه السلام .
أن هذا الأنسان المخلص والذي يكنى بأبي همدان اشتهر بين الناس بمواقفه مع أمير المؤمنين عليه السلام ضد أعداء اهل البيت عليهم السلام وكان قنبر ليس مجرد خادم بل كان عند أهل البيت عليهم السلام قيمته الكبرى قال فيه الامام جعفر الصادق عليه السلام (كان قنبر غلام عليم يحب عليا حبا شديدا )وكان ملازما للأمام علي عليه السلام منفذ لأوامره وذكر أنه كان من السابقين الذين عرفوا حق امير المؤمنين علي عليه السلام وكان أمير المؤمنين عليه السلام يحبه حبا شديدا أيضا لأنه كان عابدا ورعا عارفا متكلما تقيا تولى بيت المال في الكوفة في خلافة الأمام علي عليه السلام ووقف إلى جانبه في الملمات فشاركه معركة صفين ودفع إليه الأمام علي عليه السلام لواء يوم صفين في قبال غلام عمر ابن العاص الذي كان قد رفع لواء أيضا ،استدعاه الحجاج وأمر بقتله بسبب ولاءه للأمام علي عليه السلام وعشقه الصادق له وكان قنبر عند استشهاده يتلو أية من القرآن الكريم أخزى بها الحجاج واذاه وهذه الأية القرآنية الشريفة هي
﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ﴾
[ الأنعام: 44]،دفن قنبر ببغداد وقبره معروف يزار .
روى أصحاب السير أن الحجاج ابن يوسف الثقفي عليه لعنة الله الوالي الأموي على العراق قال ذات يوم (احب ان أصيب رجلا من أصحاب أبي تراب علي بن ابي طالب حتى حتى اتقرب إلى الله بدمه) فقيل له (لا نعلم أحدا كان أطول صحبة بأبي تراب من مولاه قنبر )فبعث في طلبه فأوتي به فقال له الحجاج.
هل انت قنبر؟ قال نعم قال له هل مولاك علي بن أبي طالب فقال الله مولاي وعلي امير المؤمنين علي ولي نعمتي فقال له الحجاج يا قنبر ابرأ من دين علي فقال قنبر إذا برأت من دين علي هل تدلني على دين أفضل منه لأتبعه فقال له الحجاج إذا أنا قاتلك فأختر أي قتلة أحب إليك فقال قنبر قد صيرت ذلك اليك فقال الحجاج ولم ذاك فقال لأنك لا تقتلني بقتلة الا وقتلك الله بمثلها ولقد أخبرني أمير المؤمنين علي عليه السلام أن قتلتي تكون ذبحا ظلما بغير حق فأمر به الحجاج فذبح كان هؤلاء هم أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السلام ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل عقيدتهم الراسخة في حبهم لولاية امير المؤمنين علي عليه السلام .
هنيئا لقنبر الشهادة وهنيئا له مرافقته لمعشوقه أمير المؤمنين علي عليه السلام وتركه لمباهج الحياة الدنيا والمناصب والمال والسلطة وأختياره خدمة وصحبة الأمام علي عليه السلام ليتنا كلنا كنا قنبر نحن عشاق الأمام علي عليه السلام.
ماهو اللعن وماهو السب؟ وهل هما حلال؟
نعم هما حلال، اما اللعن فهو الدعاء بالخروج من رحمة الله فقولك “لعن الله فلانا” اي اخرج الله فلانا من رحمته.
اللعن شواهده من كتاب الله كثيرة كقوله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)
أما السب فهو فحش من القول ولكنه سنة القران الكريم للمستحق بل السب من افضل الاخلاق ان كان موجها لراس للكفر أو قائد للمشركين
قد يسال البعض ويقول انه جاء في الاثر ان المؤمن ليس بطعان او لعان او سباب (مضمون النص) وهو كذلك نعم المؤمن لا يسب او يلعن اخاه المؤمن اما المؤمن ان سب او لعن راس من رؤوس الكفر والنفاق فله الاجر والثواب بل هو قمة الاخلاق.
وقد امرنا النبي الاعظم بذلك في هذه الرواية الشريفة:
“قال الحبيب المصطفى: إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كي لا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة.”
الكافي الشريف ج2 ص375
وقد قال تعالى:
(عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) وهو سب
وقال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ الله) …
عبارة كمثل الحمار أو كمثل الكلب في كتاب الله عز وجل تعتبر سبا أيضا.
مجرد إيضاح بسيط عن اللعن .