صباح_مــصــري
التعامل مع الجروح العاطفية رحلة الشفاء والرعاية الذاتية
بقلم د. سمير المصري
الجروح العاطفية من أصعب التجارب التي قد يمر بها الإنسان، فهي لا تترك أثرًا على الجسد فقط، بل تعمق آلامًا في النفس والقلب. التعامل مع هذه الجروح يحتاج إلى صبر، وعناية خاصة، ورؤية متكاملة لفهم المشاعر والتعامل معها بوعي وحكمة.
الخطوة الأولى للشفاء هي الاعتراف بما يشعر به الإنسان من حزن، غضب، خيبة أمل أو أي شعور سلبي آخر. إن قمع المشاعر أو إنكارها يزيد الألم ويؤخر التعافي. ولذلك، يسمح لنفسك بأن تحزن، تتألم، وتعبّر عن الداخل بحرية وصراحة. هذه العملية على قدر ما هي مؤلمة، إلا أنها بداية مهمة للصحة النفسية.
نعلم جميعا ان الإنسان كائن اجتماعي، والمشاركة مع أشخاص مقربين أو أصدقاء موثوقين تجعل العبء أخف. الحديث عن الألم يساعد على تفريغ المشاعر، وتلقي الدعم العاطفي، وربما نصائح تساهم في تجاوز الأزمة. يمكنك أيضًا اللجوء للكتابة كوسيلة تعبيرية تساعدك على فهم ما تمر به بشكل أفضل، فالكتابة تمنح المجال لترتيب الأفكار ومواجهة الأحاسيس الصعبة.
الجروح العاطفية أيضًا تؤثر على الجسد، لذلك فإن العناية بالصحة الجسدية مثل الغذاء المتوازن، النوم الكافي، وممارسة الرياضة تساعد في تقوية الجسم والعقل معًا. الاهتمام بالنفس يعزز إحساسك بالقوة والقدرة على المواجهة.
من هنا نؤكد ان المسامحة ليست فقط للآخرين بل لنفسك أيضًا. إذ أن العتاب على ما فات وتأنيب الذات يزيدان الألم. التسامح يحررك ويخفف من ثقل الماضي، ويسمح لك بالتحرر والتقدم في طريق الشفاء.
اما فبي حال كانت الجروح عميقة وبحاجة لدعم أكبر، ليس هناك ما يمنع من اللجوء إلى أخصائي نفسي. المعالج المختص يمكنه تقديم أدوات فعالة تساعدك على التعامل مع المشاعر المعقدة واستعادة توازنك النفسي.
يجب ان تعلم سيدي ان الانتقال من التركيز على جراح الماضي إلى العيش في اللحظة الحالية خطوة أساسية. ركز على ما يمكنك التحكم به الآن، وضع أهدافًا صغيرة لبناء حياة أفضل. هذا التوجه يعينك على ملء الفراغ العاطفي بأمور إيجابية.
خـــــلاصـــــة :
التأمل يساهم في تهدئة الذهن، وتنمية الوعي بالحاضر، وهو ما يساعدك على فصل الأفكار السلبية وتخفيف التوتر النفسي.
تعافي الجروح العاطفية رحلة تحتاج إلى وقت وصبر، لذا كن لطيفًا مع نفسك وتعامل مع جروحك العاطفية بلطف و اعترف بمشاعرك واسمح لنفسك بالتعبير عنها وشاركها مع صديق أو قريب موثوق.
لماذا لا تجرّب الكتابة لتفهم مشاعرك أكثر. ولماذا لا تهتم بنفسك: نوم، أكل صحي، وتمرين.
سامح نفسك ومن حولك لتخفيف الألم ولا تتردد في طلب مساعدة متخصص لو احتجت.
و ركّز على الحاضر وابنِ مستقبلك.مارس التأمل لتهدئة نفسك وتركيز ذهنك.
الصبر مفتاح الشفاء، وخليك دايمًا طيب مع نفسك.
الي صباح مــصــري جديد ،،،،،،
دسميرالمــصــري