صباح_مــصــري
طموح المرأة بين الإلهام والانزلاق إلى الهاوية
بقلم د. سمير المصري
الانغماس المفرط في الطموح دون توازن قد يؤدي إلى الإجهاد المزمن، قلة النوم ، سوء التغذية، وارتفاع مستويات القلق والاكتئاب.
وقد يصل الأمر إلى إهمال العناية بالصحة الجسدية، مما يفتح الباب لأمراض مزمنة .
كل ذلك يضعف من قدرتها على تحقيق طموحها الحقيقي، لأن الأساس – صحتها – ينهار.
دور الرجل في احتواء طموح المرأة كبير جدا وهام ، فالرجل كشريكٍ وحليفٍ، يمتلك فرصة فريدة ليكون ركيزة داعمة لطموح المرأة
لا عائقًا أو مستغلًا. هذا الدور يتجلى في عدة جوانب اهمها أن يفتح الرجل حوارًا صادقًا مع زوجته حول طموحاتها، مخاوفها، وتحدياتها، دون إصدار أحكام أو محاولة فرض رؤيته. الاستماع باهتمام يعزز شعورها بالأمان، ويمنحها فرصة لتوضيح حدودها واحتياجاتها.
ان تقاسم الأعباء المنزلية والعناية بالأبناء يخفف من الضغط عليها، ويمنحها مساحةً للتركيز على أهدافها دون أن تشعر بأنها تتنازل عن دورها كأم وزوجة.
ان تشجيعها على تحقيق طموحها، مع التأكيد على أهمية التوازن في حياتها، وتذكيرها بأن النجاح الحقيقي يشمل سعادتها وسعادة أسرتها .
هو أمر غاية في الأهمية تكمن الحقيقة فيه أن تعرف أن طموحها لايجب أن ينسيها اسرتها وزوجها الذي تعتبر حقوقه امرا ضروريا ومقدسا في الدين والحياة
هنا يجب علي الرجل ان يحميها من الاستغلال ، وأن يكون عينًا يقظة لأي محاولة من الآخرين لاستغلال طموحها، سواء في العمل أو المجتمع، وأن يدعمها في وضع حدود واضحة .
لما قد يضرها من جراء هذا الطموح ، وما قد يتسبب فيه من اذاها من الاخرين المستغلين لطموحها الزائد وهنا تكون المصيبة الكبيرة
علي الرجل ان يقوم بالتعبير عن الحب والاحتياج، ويتوقف هذا علي سلوكيات المرأة إذا ماكانت عندها القدرة على الفهم ووضع الحدود والتوازن والتخلص من العند الذي من الممكن أن ينهي طموحها ويقضي علي اسرتها ويدمر حياتها.
إظهار احتياجه لقربها، ولوقت يقضيانه معا، يعيد لها الإحساس بأنها ليست مجرد أداة لتحقيق هدف، بل إنها كنز إنساني يستحق الاهتمام.
كانت هناك امرأة شابة، طبيبة طموحة يزيد عمرها عن الثلاثين، تفرغت تمامًا لدراستها التخصصية بعد نيلها منحة دراسية في الخارج.
أهملت زوجها الذي كان يعمل بوظيفة بسيطة، وطفلها الرضيع. بعد عامين، عاد الزوج محطما، وطلب الطلاق لأنه لم يعد يشعر بأي معنى للشراكة.
بعد انفصال مؤلم، أدركت المرأة أن طموحها المهني كان يسرق منها أثمن ما تملك: عائلتها.
سيدة أعمال ناجحة، تدير شركة ناشئة مع زوجها. كان طموحها يدفعها للعمل 12 ساعة يوميًا، لكن زوجها كان يدعمها بكل ما أوتي من قوة، يشاركها الأعباء المنزلية،
ويخصص لها وقتًا للحديث عن مشاعرهما. نجحت الشركة، وبقي زواجهما قائمًا على أسس من الاحترام المتبادل والتوازن.
هذه القصص تعكس أن النتيجة ليست حتمية، بل تتوقف على كيفية تعامل الطرفين مع الطموح.
خـــــلاصـــــة :
الطموح ليس شرا في ذاته، ولا هو عدوا للمرأة أو للأسرة. لكنه يحتاج إلى وعي، وإلى حدودٍ واضحة، وإلى شراكة حقيقية بين الزوجين. المرأة التي تطمح عليها أن تسأل نفسها باستمرار :
– هل يخدم طموحي سعادتي وسعادة من أحب؟
– هل أستطيع تحقيق أهدافي دون التضحية بصحتي أو علاقاتي؟
– هل أستشير شريكي وأشركه في قراراتي الكبرى؟
والرجل، بدوره، مطالب بأن يكون رفيقًا رحيمًا، يرى في طموح زوجته امتدادًا لطموحه، لا تهديدًا له.
في النهاية، التوازن هو الكلمة المفتاحية. مثلما لا تستطيع الشجرة أن تنمو باتجاه واحد دون أن تتشقق جذورها، لا يستطيع الإنسان أن يرتفع في اتجاه واحد دون أن يختل توازنه
غدا صباح مصري جديد ،،،،،،،
د سمير المــصــري



































































