الكاتبة منى احمد الطاهر
لم تنسى ياسمين الطفل كريم الذى مر على إختطافه خمس سنوات وكانت تراه كثيرا فى منامها وتقوم من نومها مفزوعه لأنها كانت تراه يتعذب ويصرخ مناديا عليها وعلى والديه بأعلى صوته ويمد يده إليهم طالبا منهم نجاته مما هو فيه … وفى صباح أحد الأيام قامت ياسمين من نومها مفزوعه كعادتها بعد رؤيتها الطفل كريم فنهضت مسرعه ونزلت من منزلها إلى مكتبها بالتليفزيون وهى شارده تفكر فى طريقه جديده تحاول أن تتوصل بها إلى آى معلومه عن كريم ولكن كيف ذلك وقد مر على إختطافه خمس سنوات وبالتأكيد سوف يكون حدث تغيير فى شكله وبعد لحظات قررت بأن تعقد إجتماع مع مساعديها بالقناه وتتشاور معهم بالأمر وتأخد رأيهم فيه فأقترح عليها أحدهم بأن تلقى نظره على أحد الصفحات بالفيس بوك (أطفال مفقوده) التى يتابعها منذ فتره طويله ويشهد لها الكثير بنجاحها فى تبنى هذه القضيه وتعتبر هذه الصفحه ( أكبر مصدر للصور والمعلومات المتعلقه بالمفقودين و المختطفين … كما تقوم بعمل حملات توعيه بأساليب الخطف المختلفه للحد من ظاهرة الخطف و التسول )
وقامت ياسمين بالبحث فى هذه الصفحه آمله بأن تجد آى معلومه أو آى صوره تشبه كريم من بين صور الأطفال المخطوفين المعروضه صورهم فى هذه الصفحه
ومن خلال بحثها وجدت الكثير الذى توقفت عنده فى الصفحه منها مجهودات أصحاب الصفحه الكبيره التى يقومون بها وحملات التوعيه بأساليب الخطف المختلفه وقررت بأن تراسلهم وتنضم إليهم ليكونوا يدا واحده للقضاء على هذه الظاهره بعد أن أعجبت بشده بهذا المنشور على صفحة ( أطفال مفقوده )
أحسن وسيله لمواجهة فقد الأطفال هي التوعيه و هي اننا نعرف وسائل الخطف و أسباب الفقد عشان نتجنبها قدر الإمكان، و عشان ننشر التوعيه مطلوب من كل واحد يشوف البوست ده مش إنه بس ينشره … مطلوب منه إنه يحكي الكلام ده لاتنين يعرفهم معندهمش فيس بوك … احكوا للست اللي بتساعدكوا في البيت، لحارس العماره، لعامل الدليفري او لبياعه الخضار اهم حاجتين:
صاحبوا ولادكوا و محدش يسيب اطفاله يلعبوا في الشارع!!
– رصدنا من خلال المواقف اللي وصلتلنا ان النسبه الاكبر لفقد الطفل هي انه يهرب من البيت خصوصا لمن هم فوق سن السابعه او الثامنه، و لمن هم اقل من 7 بيبقي الفقد بسبب ان الطفل تاه سواء نزل من بيته يتفسح و تاه (و دي النسبه الاكبر) او كان مع اهله و تاه.
– و عرفنا ان النسبه الاكبر من حوادث الخطف كانت لأطفال بيلعبوا قدام البيت او نزلوا يشتروا حاجات.
بعد ما عرفنا الاسباب نقدر نتجنبها …
-اولا الاطفال اللي بيتركوا منزلهم: حاولوا تصاحبوا أطفالكم. في اطفال كتير و خصوصا فوق 7 هربوا من البيت خوفا من عقاب، تخيل لما ابنك يبقي شايف ان احسن له يبات و يعيش في الشارع عن انه يواجهك بغلط او مشكله، فاهم هو شايفك ايه؟
او طفل اتهان لدرجه انه ترك المنزل، متخيل انت وجعت كرامته اد ايه؟ الاطفال بيفهموا و بيحسوا و بيتوجعوا زي الكبار و الاهانه لو مخلتهومش يهربوا هتخليهم مكسورين و مقهورين و ضعاف طول عمرهم.
-ثانيا الاطفال اللي بيتوهوا من اهلهم: دي مش محتاجه نصيحه غير ركزوا مع ولادكوا ارجوكوا. ابنك اهم من شنطتك و من الخضار و الشوبينج يا أمه
ومن موبايلك وسيجارتك يا أبوه!
– بالنسبه للاطفال اللي بتتخطف من قدام البيت او اللي بتزل من البيت تتفسح و تتوه الحل هو … مفيش عيال تنزل تلعب في الشارع خلاص!
خلاااص ده كان زمان، لا في قريه و لا في نجع و لا في كومباوند. الكلام ده كان علي ايامنا، دلوقتي خلاص. و لا ينزلوا البقال و لا يشتروا عيش و فطار! و الاطفال اللي فوق 11 سنه لو هاينزلوا يمشوا عالرصيف وسط الناس و ما يروحوش مع حد حتي لو يعرفوه و حتي لو حد سأل علي مكان بعدكوا بعمارتين مايروحوش يعرفوه المكان فين!
كل كلامنا ده بناءً علي قصص حقيقيه احنا مش بنهول و لا بنثير الرعب. احنا عايزين نحافظ علي ولادنا.
احنا عارفين ان في بلاد و قري مافيهاش وسائل ترفيه للاطفال عشان كده بيلعبوا في الشارع. و عشان كده عندنا اقتراح. كل بيت في اي شارع فيه طفلين أو تلاته. كل البيوت اللي فيها اطفال يتفقوا مع بعض انهم يشوفوا سطح منزل منهم مناسب و واسع ينضفوه و يهيأوه لانه يبقي مكان كل اطفال الشارع يلعبوا فيه. او يختاروا بيتين لو الاطفال كتير. لو عرفتوا ان معظم الاطفال اتخطفت من قدام بيتها وسط صحابها عن طريق موتوسيكل او توك توك او ست مغطيه وشها او طفل استدرج طفل تاني هاتفكروا الف مره قبل ما تنزلوا اولادكوا يلعبوا في الشارع
و يا رب يحفظ جميع اطفالنا و يرد الغائبين.
أطفال_مفقوده
إتصلت ياسمين بأدمن صفحة (أطفال مفقوده) وحددت معهم موعد للقاء … وعند اللقاء وبعد تعارف الطرفين ببعضهم طلبت ياسمين من إدمن الصفحه أن يطلعوها على كل الصور القديمه لديهم الخاصه بالأطفال المفقودين من خمس سنوات لعلها تجد بينهم صوره ل كريم إبن جارتها مرفت وكانت المفاجأه وصرخت ياسمين عندما شاهدت صوره ل كريم وهو مع إحدى المتسولات التى قامت الصفحه بنشرها منذ عامين مع بيان المكان التى تتواجد فيه هذه المتسوله بإستمرار وهى تحمل هذا الطفل
وقالت لهم أيوه هو ده كريم وأمتلأت عيناها بنهر من الدموع من شدة الفرح وهى غير مصدقه بأنها وجدت كريم ولكن عاودها القلق وتسألت وكيف نصل لهذه المتسوله وهل هى موجوده فى نفس المكان منذ عامين وتزاحمت الأسئله برأسها وطمأنها أدمن الصفحه بأنهم سوف يساعدونها بكل ما يقدرون فى الوصول للمتسوله بالإستعانه بصورتها وبعض المعلومات التى يعرفونها عنها
وأخفت ياسمين ما توصلت إليه من معلومات عن كريم عن أهله حتى تجده خوفا منها أن تعطيهم الأمل فى إيجاده وتفشل فى ذلك فقررت بأن تتكتم كل شئ حتى تجده
وبدأ الجميع فى رحلة البحث عن المتسوله فى المنطقه التى كانت تتواجد بها والمناطق المجاوره آملين بأن يجدوا ضالتهم وبصحبتهم كريم
وللحديث بقية