صندوق الانتخاب لا يتيمم بالرمال!
بقلم / رضا محمد حنه
حين تُفرغ العقول من الاختيار، يتحول الصندوق من آلية ديمقراطية إلى صنمٍ يُعبد بالصمت…
وحين يحتفي الفشل بمن صفقوا له، يصبح المشهد الانتخابي ساحة رقص على أنقاض الأمل!
منذ متى كان الصندوق بلا أوراق حقيقية؟
منذ متى استبدلنا العقل بالتحالف، والمبدأ بالعزوة، والرؤية بـ – الغلاسة السياسية-؟
دمياط، المحافظة التي خرّجت للقُطر رجال دولة، كـ المحجوب و حسب الله و الحديدي و الزيات و داوود الروضة، أصبحت رهينة لسماسرة الفرص، وهواة الظهور، ومهرّجي المهرجانات الانتخابية!
أيها السادة، لسنا بصدد انتخابات، نحن بصدد اختبار وطني، وامتحان ذاكرة، وجرس إنذار لشعب بات يُطبطب على كتف المتصدّرين ويهمس له: – ربنا يسهلك، بس متنساشنا-!!
لكن ما جرى مؤخرًا فجّر في الوعي صدمة لا بد أن تُسجّل في دفاتر الاخفاق السياسي!
كنت أريد أن أتحدث عن الصندوق، والاختيارات، والمشهد الدمياطي المزدحم باللافتات أكثر من اللافتين للفكرة،
لكن جاءت زيارة وزير الشباب والرياضة د. أشرف صبحي إلى دمياط، لتُعلن قيام مهرجان جديد.
مهرجان – الظهور بجوار الفشل
نعم، فجأة تحوّل الوزير – الذي تُعد وزارته إحدى أفشل وزارات الدولة بعد أو قبل وزارة التربية و التعليم و التعليم الفني – إلى مزار سياسي، وتحوّل مرشحونا إلى – كومبارسات الزفة – ، يتزاحمون حوله في مشاهد لا تليق حتى بمسلسل درجة ثالثة!
أين ذهب العقل؟
أين ذهب الدور الحقيقي للنائب أو من يطمح في النيابة؟
هل أصبح التصوير مع وزير فاشل وزارياً هو – أول الطريق إلى اللجنة -؟
هل باتت الوردة التي أُهديت لمعاليه أثمن من ورقة الأسئلة التي يجب أن تُطرح عليه؟!
دعونا نواجه الحقيقة كما هي.
لو أن تذاكر المباريات، واشتراكات مراكز الشباب، والمبالغ المحصلة من أولياء الأمور اختفت فجأة، لكشفت الوزارة عن ساقيها وصرخت كما صرخ السوقي، – يا خرااااابي-!!!
ملاعب مغتصبة أو محتكرة.
معدات رياضية بالمليارات في المخازن.
أبطال وصلوا للعالمية بجهد ذاتي، لا الوزير يعرف أسماءهم ولا الوزارة تعلم بوجودهم.
اتحادات ميتة، أندية مديونة، ومراكز لا تفتح إلا في مناسبات التصوير.
ثم نقيم له استقبالًا حافلًا؟
ثم نتسابق لحمل حقائبه وتقديم الورود له؟
ثم يهرع مرشحونا ليقفوا بجانبه في الصورة كأنما دخلوا الفردوس السياسي؟
أيها السادة…
وزير الشباب ليس زائرًا مقدسًا، بل مسؤول يجب أن يُسأل، ماذا قدّمتَ؟ ولماذا فشلت؟
صندوق الانتخاب، يا سادة، لا يتيمم بالرمال
ولا يُطهّر بالتزاحم حول وزير قادم من دهاليز الفشل الإداري، ولا يُنقّى بماء الصور والبسمات الزائفة.
المرشح الحقيقي ليس من زاحم الناس على وردة لوزير، بل من وقف وقال، – أين ملعب قريتي؟ أين نادي الشباب؟ أين حق دمياط في الموازنة العامة؟!-
في مركز فارسكور فقط مراكز تئن ألما وتشتكي الي الله حالها
أين مبنى مركز شباب عزبة الجامع بقرية كرم و رزوق؟
أين أرض مركز شباب عزبة السرايا بقرية كرم و رزوق؟
أين ملعب قرية ابو جريدة؟
أين ملعب قرية الناصرية؟
أين ملعب قرية الطرحة؟
بل أين تكريم بطلة العالم (جومانا احمد الزلباني) ابنة قرية كرم و رزوق و كان بينها و بين الوزير بضعة أمتار؟
والناخب الحقيقي ليس من يصوّت لوجوه ظهرت في صورة، بل من ينتخب من واجه الصورة بالحقيقة، وقال، (لا) ، حين سكت الجميع.
ما أردت قوله…..
نحن أمام اختيارات انتخابية دامعة العيون حادّة اللسان
أيها المواطن…
صوتك ليس سطرًا في كشف اللجنة
ولا مجاملة ابن خالة أو صديق زمان
صوتك ضمير وطن، ومصير محافظة،
و معلق برقبتك أمام الله عز و جل، والتاريخ، وعيون أبنائك.
أيها المرشح…
إن كنت ترى أن الوردة التي أهديتها للوزير أهم من السؤال الذي لم تسأله، فلا تطلب منا صوتًا، لأنك خذلت الوطن قبل أن تدخل المعركة!
صندوق الانتخاب ليس حفلة، ولا مشهد تمثيلي،
هو لحظة مواجهة… مواجهة مع نفسك، مع ضميرك، ومع ما تريده من بلدك .
فلا تجعلها مهزلة…
ولا تُجمّل الفشل، ولا تبايع الزيف،
لأننا لن نرحم في صندوق 2025…
ولن نغفر – صورة – كلفتنا “مستقبل”!
دمتم و دامت سعادتكم و دامت مصر آمنة بشعبها و قائدها العظيم و جيشها الباسل و رجال أمنها الاوفياء.
امين مركز فارسكور لحزب الحرية المصري