صواريخ اعتراضية وسماع دوي انفجارات قوية في القدس
عبده الشربيني حمام
هزّت الضربات الصاروخية الإيرانية الأخيرة مدينة القدس، مسبّبة حالة من الذعر المؤقت، ودافعة العديد من العائلات إلى الملاجئ وغرف الحماية، في مشهد غير مألوف لسكان المدينة، الذين وجدوا أنفسهم في قلب التصعيد الإقليمي بين طهران وتل أبيب.
وبحسب وكالة الأناضول، شعر سكان القدس باهتزاز الأرض تحت أقدامهم، جرّاء اعتراض منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية لصواريخ إيرانية فوق المدينة، في واحدة من أكثر اللحظات توتراً منذ بدء التصعيد.
ومع ذلك، وبينما تلوح في الأفق احتمالات المزيد من الهجمات، يبدي كثير من المقدسيين رغبة واضحة في العودة إلى حياتهم الطبيعية بأسرع وقت ممكن، متحدّين الخوف بالإصرار على مواصلة حياتهم الطبيعية.
في شرق المدينة، حيث تعاني الأحياء العربية من ضعف في البنية التحتية الأمنية، يلجأ السكان إلى وسائل بدائية للحماية. يقول حسين، أحد سكان القدس الشرقية، لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، إنه يحتمي تحت درج منزله كلما انطلقت صافرات الإنذار، لأن المبنى الذي يقطنه لا يحتوي على ملجأ.
وتشير الصحيفة إلى أن معظم منازل الأحياء العربية في القدس لا تتضمن غرفاً آمنة، كما أن الملاجئ العامة قليلة ومبعثرة، على عكس الأحياء اليهودية التي تضم عدداً كبيراً من الملاجئ والمنشآت المحصنة.
ورغم هذه الفجوة، لم تتوقف الحياة بشكل كامل. المدارس أعادت فتح أبوابها، المحال التجارية عاودت نشاطها، ووسائل النقل عملت وفق الجداول المعتادة، وإن بحذر ملحوظ.
الضربات الإيرانية – التي استهدفت مناطق متعددة في إسرائيل – كانت من بين أخطر مراحل التصعيد حتى الآن، وأسفرت إحداها عن مقتل امرأة وابنتيها وقريبتهن في مدينة طمرة بمنطقة الجليل، وفق الإعلام العبري.
وتعيش القدس على وقع مشهد متناقض: تصعيد إقليمي وحالة تأهب قصوى من جهة، ورغبة جماعية في الحفاظ على الاستقرار المحلي من جهة أخرى. ويقول مراقبون إن هذا التوازن الدقيق هو ما يمنح القدس مرونتها، لكنه في الوقت ذاته يكشف التفاوت العميق بين أحيائها المختلفة في القدرة على الصمود.
وفجر الأحد، هاجمت الولايات المتحدة أهدافا داخل الاراضي الإيرانية ، حيث أعلن الرئيس دونالد ترامب، تنفيذ هجوم “ناجح للغاية” استهدف 3 مواقع نووية في إيران، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان.
وقال ترامب في منشور على منصته “تروث سوشيال”، إن الطائرات الأمريكية “أسقطت حمولة كاملة من القنابل” على المواقع المستهدفة قبل مغادرتها المجال الجوي الإيراني بسلام.