ظل الله
الحرب والسلام شقيقان
دكتور /كمال الدين النعناعي
الغيب عالم من المعاني والمعارف
فيولد المعني من أتجاه معاكس بين فضيلتين
ويتخلق من نقيضين
فيعطي للفعل قيمة
.يترجمها العقل ..
لذا تسعي البشرية (للسلم) كأتجاه معاكس (للحرب)
لكنهما أخوان شقيقان
فالحرب شأن آنساني كريم ومقتلة الشهداء أيضا
شأن الهي مجيد
كلاهما انبثقا من كلمة الله
.
وبمجيئ الاسلام بمفاهيم تجعل للحرب معني مثلما
جعلت للسلام معني
فبنيت علي معني العلاقة بين الله والانسان
أيا كان العنصر الذي ينتمي اليه هذا الإنسان..
إذ يكمن في الحرب وفي السلام فكرة (العدالة)
ليس الإنسان كما الله
يصنع حربا أو يصنع سلما
وليس كما الاسلام
في سمو المفاهيم ودقة التوصيف و طرح القيم
عرف في التاريخ اغارات واجتياح جيوش
وهجرات بشر
فمرجعية الاقتحام كانت ناتجة عن تأكيد الذات الواحدة الشخصية للقائد الفذ
أو الذوات الجمعية العنصرية
لشعوب
علي موروثات عقائدية اكتنفتها مدخولات أساطير ولكنها حملت مع حروبها
حكمة سامية..
تجلت عندما كتب التاريخ
واستبان فيما بعد ان الحرب
لم تكن قد بنيت علي حق
وإنما بنيت علي زهو واهم
،وان المقاومة بنيت علي
ظل الله في أرضه
حتي يخضع الباغي
لقانون الله جبرا او اختيارا
فأنظر كيف مد الله ظله؟
فاذا صفحة من التاريخ طويت ففي ذات الوقت
تتجدد صفحات مع تسفل الفطرة عند فصيل ينحو الي
التسلط والقهر لغيره
ففي معادلة النقائض يفرز الاحتدام ٱتجاه معاكس يتخلق تلقائيا فيما بين
الظلم والعدل
و الوجود والعدم
،ومن ثم كل عدوان يعادله
نضال مقاوم ينشٱ عفوا كلما
ينزلق الي العدوان بغي
ولا يتآلف مع الكلمة الالهيه وذلك ظل الله …
دالة ذلك؟.
التحول التاريخي فيما يؤرخ
بين نصر وهزيمة
وتلك الايام
يداولها الله بين الناس
في قوله تعالي
(غلبت الروم في أ دني الأرض
وهم من بعد غلبهم سيغلبون
في بضع سنين،
لله الأمر من قبل ومن بعد)
بذلك المعيار الالهي يكتسب كل من أطراف الصدام حالتين معاكستين نصر مرة وهزيمة مرة
في زمن مرة في زمن مرة
وذلك علي التوالي دوريا من أجل توليد معني للحرب وبناء قوانين سلام تقترب من
قوانين الله ومشيئته.
فتجعل للحرب معني
و للسلام معني..
وليكون لدفع العدوان قيمة تنشأ عن ضرورة قيمية للسلام
وضرورة قيمية للحرب
وذلك ظل الله
ودائما يفسر التاريخ في مسطراته الاحتدام بمقتلة عظيمة طالما كان ذلك
مبعث ترسيخ العدالة
وقد أتفق فلاسفة الأديان السماوية علي أن الانسان جسم وروح
ولما كان حياته ينتابها
حرب وسلام ،
يظل يعاني الحاجة الي تلبية أحتياجات الأبدان بنشدان السلام،
واحتياجات النفوس والأرواح بنشدان الله
والارتقاء الي ملكوت الله زهدا في قلق الارض
فكما ان الاخوان( الحياة والموت) حق
فمظهرهما
الاخوان (حرب وسلام) حق
ما دامت كلمة الله هي العليا
ومن ثم عندما يسمو فكر مقاومة العدوان. الي جوهر الأبدان تنتج الحس القتالي الباسل علي النحو الذي نعاينه في زماننا هذا
فليس من داع للعجب عندما تلامس الروح رضوان الشهادة فتتلقي النفس
أحضان الروح القدس
راضية مرضية ولسان حالهم يقول (ياليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني
من المكرمين)
ففي النصوص المقدسة دعوة لثبات المقاتلين
في قوله تعالي
( فان تألمون فانهم يٱلمون كما تألمون)
صدق الله العظيم
فكما حرب وسلام نقائض
فظلم يواجهه حق.. نقائض.
فتستقيم سنة الوجود وتتخلق
مبادئ العدل الصحيح
فاذا ٱستشهد بعضا،قلة كان
أو كثرة من الناس
ولم تعد لهم أرادة بدنية وخمدت حواسهم عندئذ تتفاقم طاقاتهم المجهولة
الجوالة فيكتسبون باستشهادهم طاقة
فضفاضة. نور علي نور
تجلب معرفةطلاقة
جوالة حول العالم الذي فارقوه
( ويستبشرون بالذين لم يلحقوا من خلفهم)
صدق الله العظيم
وعود لذي بدء
ليس الإنسان كما الله
فاذا أنتهي التاريخ فاذا الذي كان في الوجود قد صار الي عدم
ويصبح المكرمون الشهداء
هم حملة المعني والتكريم
أما الذين قتلوهم فتعسا لهم
ولا معني لهم…..



































































