علاء ابراهيم
مصر تُغيّر قواعد اللعبة في سيناء: هل نحن أمام ساعة الحقيقة؟
—————————————————-
المعركة الصامتة بدأت… وسيناء على صفيح ساخن
منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، ظلت سيناء تحت رقابة مشددة، تتحكم فيها الترتيبات الأمنية الدقيقة التي تضمن “سلامًا باردًا” بين مصر وإسرائيل. لكن، فجأة، وفي صمت مريب، تغيّر كل شيء!
مصر منعت طائرات المراقبة الأمريكية، وأغلقت أبواب سيناء أمام فرق التفتيش التابعة لقوة المراقبة الدولية MFO. السؤال الذي يشغل العقول: هل نحن أمام تمهيد لمعركة كبرى؟ أم إعادة رسم لموازين القوى؟
القصة أكبر من منع طائرات.. إنها رسالة سياسية!
ما فعلته مصر لم يكن إجراءً أمنيا عاديًا… بل رسالة واضحة ومباشرة، تقول:
> “إذا كانت إسرائيل تخرق اتفاق السلام في محور فلادلفيا، فنحن أيضًا لسنا ملزمين بقيود تمنعنا من حماية أمننا القومي”.
الجيش المصري بدأ بالفعل في إعادة تمركزه على الحدود الشرقية. دبابات، مدرعات، أنفاق استراتيجية، مخازن أسلحة، وعمليات انتشار ميداني لم تُشاهَد من عقود… كل هذا يتم بدون تنسيق مع الـMFO أو إسرائيل، في تحدٍّ غير مسبوق.
ما هي MFO؟ ولماذا تعتبرها مصر مجرد ذراع أمريكية؟
قوة المراقبة متعددة الجنسيات MFO هي فعليًا جهاز رقابة أمريكي بغطاء دولي، مهمته مراقبة التزامات مصر العسكرية في سيناء، بميزانية تموّلها واشنطن، وتُدار بكوادر أميركية بالكامل.
وهنا تأتي المشكلة… أين كانت MFO حين اقتحمت إسرائيل محور فلادلفيا؟ ولماذا لم تُدن هذا الخرق الصارخ؟ مصر رأت أن الطرف الضامن تحوّل إلى طرف صامت… وبالتالي، فالرد لم يكن سوى استعادة السيادة الميدانية.
مصر vs إسرائيل: خرق متبادل.. ولكن الرهان على “من يصمت أقل”
صحيح أن مصر أدخلت معدات ثقيلة في المنطقة “ج” المحظورة عسكريًا… لكن إسرائيل سبقتها بخرق أخطر، عندما أنشأت قواعد هجومية في “المنطقة د” المنزوعة السلاح، داخل حدودها مباشرة.
كل طرف يتهم الآخر، لكن ما يحدث على الأرض يقول شيئًا واحدًا:
> “اتفاقية كامب ديفيد تترنّح… والسيادة لم تعد شراكة، بل معركة ذكاء وسيطرة”.
أربعة سيناريوهات على طاولة الشرق الأوسط
1. تهدئة تحت الطاولة: تنسيق محدود وودي بوساطة أمريكية، يحفظ ماء الوجه للطرفين.
2. تجميد الواقع: بقاء الوضع على ما هو عليه… توتر هادئ مرشّح للانفجار.
3. تعديل سري للاتفاقية: ملحق أمني جديد يعكس المتغيرات الجيوسياسية.
4. انفجار تدريجي: انهيار غير معلن لاتفاقية السلام… ومواجهة قد تبدأ بطلقة واحدة في رفح!
ماذا تريد مصر؟ ولماذا الآن؟
التحركات المصرية ليست وليدة اللحظة… بل جزء من استراتيجية جديدة لتأمين سيناء بشكل كامل بعد سنوات من التهديدات الإرهابية والاختراقات الإسرائيلية.
مصر لم تعد تقبل أن تكون مجرد طرف منفّذ لشروط تم فرضها قبل عقود. اليوم، القاهرة تعيد رسم حدود الهيبة، وتفرض منطقها على الأرض.
الكلمة الآن للواقع… لا للنصوص القديمة
اتفاقية كامب ديفيد ما زالت قائمة… لكنها تعيش مرحلة الغيبوبة السياسية.
والجيش المصري يتحرّك وكأنه يقول:
> “لن ننتظر تصريحًا من أحد لنحمي أرضنا”.
“إذا كان هناك سلام حقيقي، فيجب أن يقوم على التوازن لا التفوق”.
والسؤال الذي لم يعد خيالاً:
هل سيناء تستعد لحرب صامتة؟ أم أن القاهرة قررت دفن كامب ديفيد بلا مراسم؟