كتب : مصطفى كامل
الموارد فى هذه الحياة تكفى الجميع .. والحب والعطف وكل المشاعر الطيبة تكفيهم أيضاً .. الحياة عادلة إلى حد ما
ولكن منا من يطمع فى أكثر من حصته .. فيظلم هو الآخرين .. لم يظهر الظلم إلا بنا .. ولن ينتهى إلا بنا
“ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”
مشكلة الحياة أنها فى كثيرٍ من الأحيان لا تُعاقب ولا ترحم .. لا تعاقب الطماع على تعديه ولا ترحم الآخرين فتعوضهم عن مظلمتهم .. تترك من يدوس وتترك من يُداس .. وكأن ليس لها أى سلطة على أحد
يبدو أن هذا الجزء من الحياة ليس عادلاً تماماً فى نهاية الأمر
فها هو هتلر بعد أن قتل الملايين وتسبب فى قتل ملايين أكثر منهم إشترى من الحياة تذكرة هروب من نتائج جرائمه بإنتحاره .. وتلك الحياة لم تمنعه
ولكن هذه الحياة ذكية إلا حدٍ ما .. فهى تعرف أن لها أختاً كبرى .. أختاً أبقى .. أختاً خالدة .. وتلك الأخرى تُعَوِّض وتُعَاقِب .. ترحم من ظُلموا و تنتقم من الظالمين
فسبحان من خلقهم .. سبحان العزيز .. الغفور
“الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ”
من كان يظن أن الدنيا ستنصفه فى نهاية الأمر فليستيقظ .. ليست الدنيا بهذا العدل .. فليقم وليأت بحقه لنفسه .. أو ليصبًر حتى تأتى دار الجزاء بحقه له
أما الحياة الصغرى ففى الأغلب ستتركك .. يُداس عليك فى صمت