علي مهلك يادكتوره ونبي كيلو العدس بأربعين جنيه
بقلم: اسعد عثمان
ساقتني الأقدار بسبب بعض الالتهابات التي أصابت عيني اليسري أن أبحث عن صيدلية ذات صيت واسع بمدينة نجع حمادي شمال محافظة قنا فارشدني اهل الخير إلي صيدلية ما يتواجد بها طبيبها دوما عله يلمح بعينه الطبيه سبب تلك الإتهابات التي اصباتني .
طابور عريض يبحث الشفاء
عند دخولي فوجئت بطابور عريض سبب تكدث داخل الصيدليه هناك من يمسك بيده روشته الطبيب منتظر أن يصل إلي الحاجز الزجاجي الذي صنعه الطبيب حفاظا علي التباعدبينه وبين الجمهور وقاية من كثير من الاوبئه التي هبطت علي البشرية وكثير علي شاكلتي جاءوا بحثا عن حل لما ألم بهم من أمر عارض .
كيلو العدس ب 40ج
بعد دقائق ليست بالكثيره إقتربت من الطبيب حيث لم يفصل بيني وبينه سوي مواطن من اهل بلدي تجاوز عمره الستون عام بقليل يرتدي جلبابه الصعيدي بكشميره التقليدي كنت ملاصق لذلك المسن حفاظا علي ترتيبي بالطابور كي لا يتم إبعادي بطريقة ما فالكل يرغب في الإقتراب من الطبيب الذي بدأ في تجميع روشتة الرجل المسن وحساب القيمة المالية لها وهنا بدأ الحديث بينه وبين المريض
( المريض:كام حقنه يا دكتور ف الروشته.
الطبيب: تلاته ياحاج.
المريض: لا بلاش تلات حقن كفايه واحده بس.
الطبيب ياحاج دول جرعه مع بعض مينفعش .
المريض : النافع ربنا ياولدي هات واحده بس قولتلك.
الطبيب براحتك يا والدي لحظه احسبلك الروشته.
المريض: بس اكتب بالراحه ونبي كيلو العدس ب 40 جنيه.
الطبيب: مبتسما دي صحتك ياوالدي
المريض: يعني هأكل العيال العلاج بقولك كيلو العدس ب 40جنيه.
الطبيب : بعلامات أسي وتأثر ربنا يصلح الحال إتفضل ياحاج.
إنتهي الحديث ورحل الرجل المسن).
إقتربت من الطبيب وتخلصت من نظارتي الشمسية التي كنت اخبئ عيني خلفها بسبب ما الم بي من التهابات لا اعلم سببها كي يلقي نظره علي مابي حيث اعطاني نوع معين من المراهم وقطره ثم غادرت.
ولكني عندما إختليت بنفسي لم استطع ان اطرد من خاطري ما دار بين الرجل المسن والطبيب كيف تخلي عن إحتياجه للشفاء وهو في مرحله عمريه تداهم فيها الأمراض الجسد ويسهل إختراقه بحكم العمر وفقدان الجسم لكثيرمن حصانته بعد أن ولي الشباب بعنفوانه .
الازمه الاقتصاديه وتنازلات الازمه
رجل يتخلي عن علاجه كي لا يفقد كثير من المال فيتسبب في تقصير تجاه أسرته هكذا شعور المواطن تجاه الازمه الإقتصاديه التي إجتاحت بلدان العالم بنسب إقتصاديه مختلفة.
كيلو العدس ب 40 جنيه وهكذا قفزه غير منطقية في مجمل متطلبات الحياة بشكل أرهق الأسر المصرية المتوسطه منها والعامه لاقبل لرب الأسرة بتلك الاسعار الجنونيه الأمر الذي دفع الرجل أن يتقبل المرض حرصا علي توفير قوت يومه وهناك كثير من التنازلات تسبببت فيها تلك الازمه ربما غير حميده لقد دفعت الظروف الاقتصادية الكثير للعوز الغير طيب فالكثير من جموع الشعب يعيش أسفل خط الفقر بنجوع وقري لاقبل له بأزمه عالميه عصفت بكثير من الدول.
هي سنوات عجاف يعيشها المواطن المصري لايملك من أمره سوي الدعاء حتي تتبدد تلك السحابه التي ألقت بظلامها الدامس علي الاسره المصريه بشكل دفع كثير. من الأسر إلي الهاويه