عين زبيدة
دمياط/ فريده الموجى
زبيدة بنت جعفر زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد من طلائع النساء اللاتي قمن بأعمال خيرية عملاقة، وذلك من نفقتها الخاصة؛ ففي رحلتها للحج سنة (186هـ= 802م)
رأت ما يعانيه أهل مكة المكرمة من جهد في سبيل الحصول على الماء الصالح للشرب، فبادرت باستدعاء خازن مالها وأمرته أن يجمع المهندسين والعمال من أنحاء البلاد لإيجاد حل سريع وفعال لهذه المشكلة،
فأخبرها الخازن أن هناك صعوبات كبيرة في حل هذه المشكلة،
وأن إيجاد الماء العذب لمكة سيكلفها أموالا طائلة، فما كان من زبيدة إلا أن أمرته بتنفيذ المشروع حتى لو كانت ضربة المعول بدينار وهو ما يؤكد صدق عزيمتها للقيام بهذا المشروع.
وقد قام المهندسون والعمال بوصل منابع المياه من الجبال حتى أوصلوها بعين حنين بمكة، وتم تمهيد الطريق للماء في كل منخفض وسهل وجبل، وعرفت العين بعين زبيدة، وكان طولها حوالي 10 أميال،
كما أقامت الكثير من الآبار والمنازل والمساجد على الطريق بين بغداد ومكة
ويذكر أن زبيدة أنفقت في رحلة الحج تلك التي استمرت حوالي 60 يوما ما يقرب من 54 مليون درهم، وهو ما يشير إلى حجم ثرائها الواسع وإنفاقها الكبير في وجوه الخير.
ويُذكر لزبيدة أيضا أنه كان لها مائة جارية يحفظن القرآن الكريم، وأنهن كن يقرأنه بالليل فكان يُسمع من قصرها دوي كدوي النحل من هذه القراءة، فقصرها كان أشبه بمدرسة أو معهد راق لتعليم القرآن الكريم تتعلم فيه مائة فتاة من حافظات القرآن القارئات له والمتعبدات به آناء