الجزء الثانى من الموضوع
مُحَمَّد أَبُو زَيْد
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعْدَ…..
نُكمل مَوْضُوعٌ عادتُنا النَّفْسِيَّه فِي سِيَاق نَفْسِي الْجُزْءِ الثَّانِي
وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي الْجُزْءِ الْأَوَّلِ 6عادات مِنْ الْعَادَاتِ النَّفْسِيَّه السَّلْبِيَّة. وَهُنَا فِي الْجُزْءِ الثَّانِي سَنَذْكُر 5عادات فَقَطْ إنْ شَاءَ اللَّهُ
وَمِنْ هَذِهِ الْعَادَاتِ
سَابِعًا : عَادَة حُبِّ الظُّهُورِ وَالْبَحْثُ عَنْ النُّجُومِيَّة
أصبحنا نَنْظُرُ إلَى مِثْلِ هَذِهِ الْعَادَاتِ بِشَكْل غَيْرِ طَبِيعِيٍّ
فَأَصْبَح الشَّابّ وَالفَتَاة لَا يَهُمُّهُم ظُهُورِهِم بأجسادهم عَارِيَّةً أَوْ بِأشْكَال كَانَت غَيْرُ مَقْبُولَةٍ اِجْتِمَاعِيًّا مِنْ قِبَلِ فَأَصْبَحَت مَقْبُولَةٌ الْآن لتحولها مِنْ الْعَادَةِ إلَى سِمَةٍ مجتمعيه خَطِيرَةٌ.
فلا قَيِّمٌ وَلَا عَادَاتٍ وَلَا سلوكيات لَهَا ضَابِطٌ وَلَا قَانُون وَلَا حُدُود طَالَمَا أَنَّ هَذِهِ الْعَادَةِ أَصْبَحْت سِمَة مجتمعيه فَإِنَّ الْعَادَةَ سُرْعَانَ مَا تَتَحَوَّلُ إلَى سِمَةٍ مجتمعيه لِأَنَّنَا نمارسها بِشَكْل مُتَكَرِّرٌ
. فالشاب أوِ الفَتَاه يَدْفَعُ أَوْ تَدْفَع رُوحِهَا لِأَجْلِ الظُّهُورِ رَغِم أَنَّ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ كَانَ لَا يُحِبُّ الظُّهُور وَكَانَ يَقُولُ إنَّ هَذِهِ مِنْ الْبَلايَا فَإِنَّ الْعِلْمَ ينُشر وَمَن أُسْلُوبُه السَّهْل وَطَرِيقَتِه الْجَمِيلَة عِنْدَمَا يُعْرَف تَظْهَر احياناً عَلَامَات الْحَبّ الْمَرْضِيّ مِنْ بَعْضِ متابعيه وَمُحِبِّيه فَيُصْبِح تَقْلِيدُه وَالْكَلَام بِطَرِيقَتِه أَمَر مَوْجُودٌ عِنْدَهُم وَهَذَا عَالِمٌ فَمَا بَالُك بالمغني أو الممثل
ثَامِنًا : عَادَة إعْلَاء الصَّوْتِ عِنْدَ بَعْضِ الأُمور
إعتاد النَّاس أَنَّهُمْ إنْ حَدَثَ لَهُمْ أَمْرٌ يَكْرَهُون فِيهِ أَنَّ يَظهروا مخطئيين أَن تَعْلُوا أَصْوَاتَهُم بِظَنِّهِم أَنَّهُمْ إنْ اسْتَمَرُّوا فِي ذَلِكَ لَن يُلَاحِظ أَحَدٌ خُطأهُم فيصبح الْأَمْر خَطَرًا إذ أنَّنِي لَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ وأعليت صَوْتِي وَأَنْتَ فَعَلْت ذَلِكَ ووأعليت صَوْتِك فَمِنْ سَيَفْعَل الصَّوَاب وَنَحْن الِاثْنَيْن مخطئين
. عندما يَتَحَدَّث الْأَبِ مَعَ وَلَدِهِ يُعلي صَوْتَه يَظُنُّ أَنَّهُ وَالِدِهِ وَأَنَّهُ لَهُ هَذَا الْحَقُّ.فَمَا سَمِعْنَا وَلَو لمره أَن أباً مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَالصَّالِحِين أَعْلَى صَوْتِهِ عَلَى ابْنِهِ فَمِنْ أَيْنَ أَتَيْتُم بِذَلِك ايوها الْآبَاء
. والأخر يُعلي صَوْتِهِ عَلَى بِنْتِهِ فَيَسْتَمِرّ فِي ذَلِكَ إخْوَتَهَا الذُّكُور وَيَنْقُلُونَه مِنْ فِعْلِ أَبِيهِم فَيَزْدَاد الْأَمْر شِدَّة فَيَظَلّ مُسْتَمِرًّا حَتَّي يُعلي الْوَلَد وَالْبِنْت صوتيهما عَلَى الْوَالِدَيْنِ وَنَقُول كَيْفَ ذَلِكَ وَهُوَ لَيْسَ مِنْ حَقَّيْهِمَا. أجيبك وَأَقُول لَمْ يَكُنْ مِنْ حَقِّكَ ففرضته عَلَيْه فَأَصْبَح لَيْسَ مِنْ حَقِّهِ وَالْآنَ هُوَ يَفْرِضُه عَلَيْكَ كَمَا فَعَلْتُ سَابِقًا
تَاسِعًا : عَادَة التكنولوجيا
في بدايات ظُهُور التَّلْفاز كَان شَيّ عَجِيبٌ وترفيهي يُوجَدُ فِي بَيْتِ وَلَا يُوجَدُ فِي آخِرِ. ومع الْوَقْت تَطَوَّر الْأَمْر فَأَصْبَحَت الْعَادَة تُفْرَضَ عَلَيْنَا وُجُودُهُ فِي كُلِّ بَيْتٍ كَذَلِك التليفون و الكمبيوتر. هُنَا مَا أقصده أَنَّنَا مِن نَبْنِي عَادَتِنَا
عَاشِرًا : عَادَة سَيِّئَةٌ فِي الزَّوَاجِ
منها الْكَثِير جداً مَا لَا يُحْصِي وَلَا يُعَدُّ مِنْ أَوَّلِ الخطوبه إِلَى الزَّوَاجِ
. يظهر التَّبَاهِي وَالتَّفَاخُر وَعِصْيَانٌ اللَّهِ وَالْبُعْدِ عَنْ عَادَاتِ الرَّسُول وَالصَّحَابَة الَّتِي سُنت فِي هَذَا الْأَمْرِ فَنَحْن نهْدَر الْأَمْوَالَ فِي مالِيس لَهُ فَائِدَةٌ وَلَا نَفْعَ
حَادِي عَشَرَ : عَادَات فِي الْمَنَاسِكِ الدِّينِيَّة
مثال على ذلك البحث عَن اسْتِحْسَانِ الصَّوْتِ فِي الصَّلَاةِ يَجْعَلَك تُطيل الصَّلَاةِ فَلَا يَبْحَثُ مِن يَسْتَحْسَن وَيُحِبّ إظْهَار صَوْتَهُ غير أَنَّهُ يَقْرَأُ فَقَط
لا يَبْحَثُ عَنْ مَنْ يُصلي خَلْفَهُ كَانَ كبيراً أَو صغيراً مَرِيضًا أَوْ صحيحاً أَوْ ذُو حَاجَةٍ. فإن لَم يَضْبِطُهَا تُصْبِح عادْتَه وَتَحَوُّلَهَا لِعَادَة تَجْعَلُهَا سِمَة مِن شَخْصَه وَلَن يَتَغَيَّرُ إلَّا بِنُصْح فَإِنْ لَمْ يَقْبَلْهُ وَهَذِهِ عَادَةُ اسْتِحْسَانٌ الذَّاتِ فَلَا نَاصِح يَنْفَعُ وَلَا عَلَى أَجْرِ يَحْصُل.
عاداتنا السَّلْبِيَّة كَثِيرَةٌ هَذِه بَعْضِهَا تَتَحَوَّلُ إلَى سِمَات وَصِفَات فِي شخصياتنا تغوص داخلنا لَا نستطيع أن نُدْرِكُهَا مَع اعتيادنا عَلَى فِعْلِهَا
ما وَجَبَ عَلَيْك إلَّا أَنْ تُلَاحِظَ عاداتك خِلَال يَوْمِك وَخِلَال سَاعَاتِك فِي عَمَلِكَ دَاخِلٌ بَيْتِك مَعَ أَوْلَادَك وعدلها. إِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ تَحَدثً مَعِي وسنعدلها بِإِذْنِ اللَّهِ معاً
هَذِهِ الْعَادَاتِ أَنْت الْمَسْؤُول عَنْهَا أَنْتَ مِنْ يَسْتَطِيعُ التَّخَلُّصُ مِنْهَا أَنْتَ مِنْ يَسْتَطِيعُ تَبْدِيلُهَا لِلْأَفْضَل تَعْلَم طَوْر مِن ذَاتِك فَهَذَا سَبِيل الْإِنْسَانِ فِي الْحَيَاةِ
إنْ لَمْ تَطَوَّر ذَاتِك بِالْأَفْضَل تجبرها الْحَيَاةِ عَلَى تَعَلُّمِ الْأَسْوَأ
أَنْتَ مِنْ تمتلك حَيَاتِك بِبَساطَة تَسْتَطِع تَغْيِيرُهَا لِلْأَفْضَل
إلى هنا ينتهي موضوعنا انتظرونا إنْ شَاءَ اللَّهُ فِي مَوَاضِيعَ أَكْثَر أَهَمِّيَّة وَفَائِدَة