كتب رؤوف جنيدى
صالت الأقلام وجالت تكتب عن ( المقاول ) محمد على بمنشواته وفيديوهاته الساذجة والتي كان آخرها دعوته للنزول إلى الشوارع والميادين للإطاحة برئيس الدولة في العشرين من سبتمبر الجارى .. وازدحمت شبكات التواصل الإجتماعي وأُتخمت بوصلات السباب والهجوم عليه دفاعاً عن الرئيس وعن الدولة . فصوره البعض مع راقصات . وصوره البعض مخموراً . وصوره البعض متخابراً . واتهمه البعض أنه ممثل فاشل … إلخ .. وراح الإعلاميون يصيحون ويصرخون ويتبارون في الرد عليه . ينافس كل منهم الآخر في علو صوته وحدة هياجه على الشاشة أمام جمهوره . ولا شك إطلاقاً أن كل هذا كان بدافع الوطنية الحقة . والغيرة علي الدولة والرئيس ومكانتهما عند كل مصرى ..
ولكن ياسادة : ليس هكذا تورد الإبل كما يقول المثل . فلا الدولة ولا الرئيس أصلاً في حاجة للدفاع عنهما بهذه الطريقة . ولا الشعب بهذه السذاجة كي يحركه هذا المخبول .. أقسم بالله العظيم : أنكم بهذا ألبستم الكلاب فراء الأسود .. وزودتم القطط بمخالب وأنياب النمور . وأظهرتم أن الدولة يمكن أن يفت في عضدها هذه الخزعبلات الصبيانية . وأنه من السهولة بمكان أن يتسلل أحد إلى ما بين الرئيس والشعب . صحيح أننا قد نختلف مع الرئيس . ولكننا لم ولن نختلف عليه . صحيح أننا قد نختلف على بعض أساليب الإدارة وترتيب الأولويات ولكننا لم ولن نختلف على المدير . فقد ينفق الاب فيما لا يعود بالنفع الفورى على
Your Content Goes Here
الأبناء . ولكن يشفع له أنه لا ينفق على ملذاته وشهواته . يشفع له أنه سلك طريقاً ينتهي عند المصلحة العامة . حتى وإن كان شاقاً على الأسرة .. وحتماً سيصله أنينُ الشاكين إن لم يكن قد وصله بالفعل …
ياسادة : كانت تخضع الوحدات المقاتلة التى كنا نعمل بها لتدريبات مشتركة بالذخيرة الحية .. وكان رجال المهندسين العسكريين . يصمموا ما كنا نسميه . ( تمثيل جو المعركة ) لإضفاء أكبر قدرٍ من الواقعية على التدريب . أقسم لكم بالله العظيم … كان المقاتلون من مختلف الأسلحة يُحيلون الأرض إلى قطعةٍ من الجحيم ( وهو أولاً وأخيراً تدريب ) . فأى محمد على هذا الذى صنعتم منه نِداً وبطلاً يُحرك الأوضاع عن بعد …
ياسادة : ما سمعنا يوماً أن أسداً أزعجه صرير فأرٍ على باب عرينه .. ولا غادر الأسد عرينه هرباً من فأرٍ تسلل إليه ..
ياسادة : ما سمعنا يوماً ان مدفعاً إرتخى .. لأن عصفوراً وقف على حافة فوهته ..
ياسادة : ما سمعنا يوماً أن دبابةً ارتعدت خوفاً وفزعاً .. لأن ذبابةً تحوم من حولها بطنينها الممل …
فياكل مواطنٍ حر : يكفيك هدير مدافعنا … تكفيك زمجرة دباباتنا … يكفيك زئير صواريخنا … يكفيك أزيز طائراتنا … يكفيك جئير مدمراتنا وحفيف غواصاتنا … يكفيك كل هذا كي لا تخاف على مصر ورئيسها …. ويكفيني أنا أيضاً . فلست بحاجة إلى الصراخ والعويل ولطم الخدود .. ولا أنا فاعله ..
أخي الكريم : تعلمنا فى صفوف القوات المسلحة . لو أن أحداً تكلم في موضوع ما . وحام حوله دون الدخول في قلبه مباشرةً .. كنا نقول له ( نشن في السوادة ) .. كى تقتل عدوك من أول طلقة .. ولا تهدر معه من الذخيرةً والوقت مالا يستحقه …
وها هي طلقتي الوحيدة قد أطلقتها … فلعلها أصابت …