عِنْدَما تَفْشَلُ المُحاوَلات تَبْقى الكِتاباتُ حَتَّى النِّهايات
بقلم /د. ريتا عيسى الأيوب
قالَ لها: مَسائي الجميل أَنتِ…
فَقالت: أَنْتَ أَيّامي كُلُّها…
فَسَأَلَها مُقاطِعاً: الجَميلَةُ فَقَطْ؟
فَأَجابَت مُؤَكِّدة: بَلْ كُلُّها…
فَقال: أَنا وَدَدْتُ أَنْ أَكونَ الجُزْءَ الجَميلَ في حَياتِك… والجَميلَ فَقَطْ…
فَقالَت: مُنْذُ أَنْ دَخَلْتَ حَياتي… باتَتْ أَيّامي كُلَّها جَميلَة…
فَسَأَلَها: وَكَيْفَ ذَلِكَ وَنَحْنُ لا نَلْتَقي إِلاَّ ما نَدَر؟
فَأَجابَت: في كُلِّ لِقاءٍ تَأْخُذُني إِلى أَعْلى مَراحِلِ السَّعادة… فَتَراني أَطيرُ فَرَحاً… وَأَبْقى مُحَلِّقَةً إِلى أَنْ يَحينَ لِقاؤنا التّالي…
فَسَأَلَها مُنْدَهِشاً: أَوَلِهَذِهِ الدَّرجةِ أَنْتِ سَعيدَةٌ معي؟
فَقالَت: أَنا لَسْتُ سَعيدةً مَعَكَ… وَإِنَّما بِكَ…
فاندَهَشَ سائِلاً: أَخشى أَنَّني لا أَفْهَمُ الفَرْقَ… فَهَلْ بِكِ الإيضاح؟
فَقالَت: أَنْتَ لَسْتَ مَعي كُلَّ الوَقت… إلاَّ ما نَدَر… فَلَوْ أَنَّني سَعِدْتُ مَعَكَ… فَإِنَّ ذَلِكَ يَعْني بِأَنَّ سَعادَتي لَنْ تَطول… وَلَكِنَّني دائِمَةُ السَّعادَةِ بِكَ… فَسَعادَتي لَيْسَت بالمُتَناهِيَة… أَتَفْهَمُني الآن؟
أَجابَ: بَلى… وَلَكِّنني لا أَفْهَمُكِ دائِماً… ولا أُنْكِرُ بِأَنَّني أَحْتاجُ أَنْ أَسْتَفْسِرَ مِنْكِ… وَخاصَّةً عِنْدَما أَقْرأُ لَكِ…
فَقالَت: كِتاباتي… وَمَهْما تَعَقَّدَت واخْتَلَفَت… فَإِنَّها تَحْتَوي كُلَّ الحُبِّ لَكَ… وَلَكَ أَنْتَ وَحْدَك…
فَقالَ والفَرْحَةُ تَغْمُرُ قَلْبَه: وَلَكِنَّها أَحْياناً تَتَّسِمُ بالقَسْوَةِ والغَضَب…
فَأَوْضَحَتْ: عِنْدَما تَراني بالغاضِبَة… فاعْلَم بِأَنَّني قَدْ اشْتَقْتُ إِلَيْكَ… عِنْدَها فَقَطْ إِعْلَم… بِأَنَّهُ عَلَيْكَ أَنْ تُغْمِضَ عَيْنَيَكَ وَتَتَذَكَّرني… وَعِنْدَها فَقَط… سَيَزولُ غَضَبي… فَهَلْ أَنْتَ الآنَ تَفْهَمُني؟
فَضَمَّها إِلَيْهِ وَقال: سَوْفَ أُحاوِل…
فَزالَ كُلُّ غَضَبِها… وَقَالَت: إِذَنْ دَعْني أَنا أَيْضاً أُحاوِل…
فيسبوك: ريتا عيسى الأيوب
Instagram @alayoubrita