غرائب التماسيح المجنحة !
بقلم : نبيل قسطندى قلينى
على شاطئ البحر او بداخة نشاهد مشاهد غريبة، فما تشاهدونة ليس مشهد وثائقي حول السحليات البرية أو التماسيح المجنحة، بل انه واحد من مشاهد حقيقية تتكرر كل صيف على شواطئنا يتحول فيه الظرفاء الى برمائيات هائجة بمجرد ظهور انثى أو مرور عائلة من هناك عن طريق الخطأ .
اتخذت الفصيلة الظريفة مسار تطوري مفاجئ حتى لعلماء البيولوجيا ، حيث يمكن ملاحظة السلوكات الغريزية للحيوان البري الذي يسعى للتزاوج بسهولة و يمكن مطابقته على سلوك الظرفاء بالتزامن مع ظهور الانثى، مع اختلاف بسيط في بعض التفاصيل الفيزيولوجية .
ليس الأمر مجرد مزحة ، بل مقارنة جادة من الناحية العلمية ، يشترك الانسان مع الحيوان في انجذابه طبيعيا للجنس الآخر لكنه يختلف عنه تماما في طريقة التعبير عن ذلك .
نظرا لكونه مخلوق عاقل طور سلوكيات ثقافية و انشأ مجتمعات ذات قوانين مكتوبة أو متفق عليها ضمنيا لحماية نوعه و استمراره
و مع مرور آلاف السنين اصبح متميز بشكل أكبر عن الحيوان و اصبحت له اخلاقيات و فلسفات و قيم تشمل المعاملة و الصداقة و الزواج و العيش المشترك .
لكن الظرفاء ، و بسبب خضوعهم لظروف غير انسانية و ترعرعهم في الظلم او اليأس لعقود طويلة من الزمن ، فقدوا تدريجيا كل المزايا العقلية الانسانية .
أدى هذا الأمر الى هروب العائلات و نزوحها نحو شواطئ مغلقة حصرا و تركت بقية الشواطئ للظرفاء أصحاب العقول الظريفة يحدقون في بعضهم البعض و ينتظرون فريسة علها تمر عن الطريق الخطأ من هناك ، لكن هيهات هيهات .