غزة لن تتحرر بالشعارات. بل بنصرٍ من الله
بقلم: محمود سعيد برغش
غزة تنزف، والدماء تسيل، والمشاهد تتكرر… شهداء، أنقاض، عيون لا تنام، وقلوب تحترق. كلما هدأ صراخ الصواريخ، علا صراخ الأطفال. ومع كل موجة قصف، تُعاد نفس الأسئلة: متى ستتحرر غزة؟ ومتى نستعيد كرامتنا المفقودة؟
لكن الحقيقة، كما هي، دون تجميل ولا شعارات… غزة لن تتحرر بقوافل الإغاثة، ولا بالمؤتمرات، ولا بالمظاهرات، ولا بخطابات القادة، ولا حتى بتصفيق الجماهير الغاضبة خلف الشاشات.
التحرير لا يأتي بالحناجر، بل بالسواعد. لا يُصنع بالبكاء، بل بالبذل. غزة لن تتحرر إلا بالحرب، والحرب لا تخاض إلا حين ينصرنا الله، ولن ينصرنا الله إلا إذا عدنا إليه بصدق.
نُحب فلسطين، نعم. نبكي على غزة، نعم. نحزن، نتألم، نشارك صور الدمار وندعو لأهلها… لكن، هل هذا هو النصر؟ هل هذه هي الطريق؟
العدو لا يخشى دموعنا، بل يخشى أن نصحو. يخشى أن نتوحد. أن نعود لله، فنعود لأمتنا.
لا نحمل السلاح، لكننا نحمل الذنوب. لا ندخل الميادين، لكننا غرقى في الشهوات، غائبون عن صلاة الفجر، مقطوعون عن القرآن، نائمون في وقت اليقظة.
فكيف نطلب نصرًا من الله، ونحن بعيدون عنه؟
﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾
التحرير لا يبدأ من الجبهة… بل من القلب.
من مسجد مهجور، من ضمير غائب، من جيل لا يعرف سورة التوبة، ولا يعرف معنى “الولاء والبراء”، ولا يعلم من هم شهداء فلسطين.
علينا أن نصارح أنفسنا:
غزة لن تتحرر ونحن نتفرج.
ولن تتحرر ونحن نضحك في حفلات التفاهة، ونسكت عن الظلم، ونجامل الباطل.
لن تتحرر حتى نتحرر نحن من ضعفنا، من ذنوبنا، من غفلتنا.
فإن أردنا الحرب، فلتكن حربًا على أنفسنا أولًا. وإن أردنا النصر، فلنبدأ من هنا، من قلوبنا، من بيوتنا، من طاعتنا.
غزة تنتظر، ولكن الله لا ينتظر.
فهل ننتظر حتى تُغلق أبواب السماء؟