في رجب من العام التاسع الهجري علم النبي صلى الله عليه وسلم أن هرقل جمع جموعا من الروم وقبائل العرب الموالية له فعزم النبي صلى الله وسلم على قتال الروم، قال جل وعلا:
” يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين”
حث النبي صلى الله عليه وسلم صحابته على الإنفاق في هذه الغزوة وهي غزوة تبوك لبعدها ولكثرة المشتركين فيها ووعد المنفقين بالأجر العظيم من الله سبحانه وتعالى، قال النبي صلى الله عليه وسلم (من جهز جيش العسرة فله الجنة) فجهزه عثمان رضي الله عنه.
قال صلى الله عليه وسلم (ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم) وتصدق بقية الصحابة كعبدالرحمن بن عوف والعباس وطلحة وسعد بن عبادة وتصدقت النساء بما قدرن عليه من أسورة والخلاخل وغير ذلك وقدم فقراء المسلمين ما تيسر منهم ولذلك تعرضوا لسخرية المنافقين فقال الله جل وعلا (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم).
أخذ المنافقون في تثبيط همم الناس قائلين لهم لا تنفروا في الحر فأنزل الله جل وعلا (وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون) قيل كان جيش المسلمين يزيد على عشرة آلاف وقيل أكثر من ذلك وبقي النبي صلى الله عليه وسلم بتبوك عشرين ليلة لم يلق فيها حربا من الأعداء فرجع إلى المدينة منتصرا وذلك لما بث الله تبارك وتعالى من الرعب في قلوب الروم على الرغم من كثرتهم وقوتهم فبقوا في الشام وآثروا السلامة على الذهاب إلى الحرب بل غن بعض حلفائهم كما جاء في بعض الروايات كاتبوا النبي صلى الله عليه وسلم وصالحوه على الجزية وعاد النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة سالما غانما.