غيم وظلام ..
بقلم/ عاصم عمر
تناقضات الدنيا هى التى تخبرنا عن الصواب والأصوب ، والجمال والأجمل ، فليس هناك قبح إلا فى عين البعض ومن صنع البعض ، أما صنع الله فكله خير للبشر ..
الظلمة هى أصل الدنيا ممثلة فى الليل وفيه منافع كثيرة إذ جعله الله سكناً وبدونه ما نبتت بذور الأرض وما استحصل جسد المخلوقات على الطاقة الذاتية المانحة للقوة ، وحينما يشقها النهار ترى العيون نور الله متجلياً فى الحياة ..
عادة ما نفرق بين النور والظلام ، غير أن الغيم مصدر الحياة إذ تتجلا قدرة الله جل وعلا فى جعل السحب تنشر بغيامها حجب الضوء عن الأرض ثم تنفرج بهطول أمطارها على الأماكن الموعودة من فضل الله على من فيها ، ولا يدرك الكثيرون فوارق السحب البيضاء والسحب السوداء كما أختار قوم موسى عليه السلام السحب البيضاء وكانت خالية من الأمطار ..
ونحن تغتال الدنيا بكل ما فيها من أنعم الله ونبرز ما نشعر به من آلام ونهمل أنعم قد من الله علينا بها ، فإذا وجدت من لا يتواصل برفق وأبرز عبث وجهة يترفق عليه البعض بمقولة أنه مستيقظ حالآ من نومه ، ألا نحمد الله أن أيقظنا من نومنا أصحاء ونبتسم للحياة شاكرين الله على الصحة والسلامة ، أم نعبث لأننا كنا نائمون ؟ ..
إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا ،،، نستجمع بجهد كل قوانا لنتذكر آلام الحياة التى مررنا بها ، ألم يكن الأجدر بنا أن نجتهد فى التذكر فيما أنعم الله علينا بحل كافة المشكلات التى مررنا بها وخروجنا من كافة المحن ولإبتلاءات سالمين ؟ ..
أصبحنا نعيش فى دائرة الأحزان ، نتخير حتى بوستات فيسبوك واختيار مقالات أو حكم تجمع مآسى الحياة ، فيا من يعجبك تلك الأمثال والحكم ستعيش فيها كثيراً لأنها أخذت من إيمانك وعقيدتك ، تأمل من الحياة ما يشمل البهجة والأمل لأن كل يوم جديد يأتى معه حياة جديدة منحة من الله فلا تبتئس وكن من الموقنين بأن الله يحييك ليرضيك ، فلا يذل الله عبداً أبداً ( ولقد كرمنا بنى آدم ) ، بل إن العباد هى التى تسعى لعبودية البشر وتبعيتها ، ويتخذون من دون الله أولياءاً ، وهى التى لا تثمن ولا تغنى من جوع ، فلا تتخذ ولياً بشراً من دون الله ،،، فهذا هو الذى أذل كافة العرب والمسلمين إذ تبعو مفاهيم وقواعد ليست لنا ونحن من نعبد الله الواحد الأحد ..
وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..