في يوم كيبور …..
بقلم د. سمير المصري
اختيار يوم الغفران لبدء مصر وسوريا الهجوم على إسرائيل “كان نصيحة من ..
“المفاجأة الكاملة”
وحسب نتائج الدراسة، فإن القيادات العسكرية المصرية والقادة السوفييت أدوا دورا مؤثرا ساعد المخططين المصريين في أن ينفذوا بإحكام خطة الخداع، التي جاءت بعد دراسة دقيقة لتجربة الهزيمة أمام إسرائيل في حرب الأيام الستة في يونيو/عام 1967، بكل تفاصيلها.
وتقول النتائج ، ،،،،،،
“أظهر التحليل العربي ، المصحوب بإرشاد من جانب مستشاريهم الروس ، لحرب يونيو 1967، أنه إذا أراد العرب تحقيق أي نوع من النجاح ضد الإسرائيليين، فلا بد أن يضمنوا أن تكون المفاجأة كاملة عن طريق :
أولا: إخفاء نواياهم العدائية عن طريق تهيئة موقف سياسي وعسكري لا يؤدي إلى شن هجوم إسرائيلي استباقي وقائي،
ثانيا : شن هجومهم قبل استكمال التعبئة الإسرائيلية”.
واشارت معلومات الناتو الاستخباراتية ، في ذلك الوقت ، إلى أنه “خلال دراسة المصريين لحرب يونيو، أوصى المستشارين العسكريين المصريين والمستشار الروسي الكبير الجنرال فاسيليوفيتش بفترة يوم كيبور باعتبارها أفضل وقت للهجوم لتحقيق المفاجأة”.
وقد كشفت وثائق هامة مفاجآت عن دور بريطانيا خلال حرب 67 بين مصر و إسرائيل
وكيف غيرت ستة أيام الشرق الأوسط للأبد؟
أنه في هذا اليوم تتوقف الحياة بشكل شبه تام وفقا للتعاليم اليهودية المتبعة.
وقالت :
“في هذا اليوم يكون سكان إسرائيل في المنزل يتأملون، ويصومون وتظل أجهزة المذياع مغلقة”.
وقالت نتائج دراسة الناتو إنه “باختيار الثانية (بعد ظهر يوم كيبور) ساعة الهجوم ، زاد عنصر المفاجأة أكثر.
فإذا لم يحدث هجوم في الفجر، يكون هناك ميل إلى الاسترخاء . أما الهجوم في الغسق فيتيح ضوء نهاري ضئيل لا يساعد في الاستفادة من المكاسب الأولية التي تتحقق”.
وقد حدث بالفعل.
فقد أربكت المفاجأة إسرائيل التي لم تستطع انتزاع المبادرة على الجبهة الجنوبية (المصرية) إلا يوم 15 أكتوبر، أي بعد 9 أيام من بدء العمليات، وفق معلومات الناتو.
وما أثار اهتمام خبراء الناتو هو احتمال أن يكون الاتحاد السوفييتي على علم أكبر بكثير ، مما كان يُظًن، بخطط السادات في مرحلة مبكرة ، وهو ما يجعل السوفييت، حسب دراسة الحلف قد قدموا للسادات نصائحهامةفي غمار هذه المعركةالرهيبة ، ،
لكن يبقي دور السادات والعرب فهم يستحقون الجائزة الكبري والوسام الاعظم فهم يستحقون قدرا أكبر من الاعتراف بفضلهم لدورهم الكبير في اتخاذ قرار الحرب الجرئ ، الذي هو في حد ذاته نصرا كبيرا ونجاحا منقطع النظير ،
لقد كان التجهيز للحرب قبل بدأ المعركة ذاتها هو النصر ومؤشرا للنجاح في العبور الكبير .
و قد كشفت الدراسة أن أقمار الاستخبارات السوفييتية الاصطناعية “تُطلق عادة بمعدل 2 أو 3 مرات كل شهر، ولكن في الأيام الـ 17 بداية من 3 أكتوبر، أُطلِقت 7 أقمار لتغطية الشرق الأوسط، ووُضع (القمر) الأول في المدار قبل الهجوم بثلاثة أيام”.
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت أقمارها الاصطناعية، كما كشف لاحقا وزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كيسنجر، في إرشاد الإسرائيليين إلى وجهة الضربات المصرية الرئيسية، وخريطة انتشار دفاعات صواريخ سام (صواريخ سطح -جو)، والأهم نقطة الضعف في المسافة بين الجيشين الثاني والثالث، التي اخترقها الإسرائيليون في النهاية وعبروا القناة إلى الأراضي المصرية.
ولكن ……
لماذا أعلنت واشنطن حالة التأهب النووي في حرب 1973 بين العرب وإسرائيل؟
ماذا حدث في إسرائيل يوم 6 أكتوبر 1973؟
وتكشف دراسة الناتو عن أن الأقمار الاصطناعية السوفييتية “مكنت العرب، قبل العمليات القتالية، من التأكد من الترتيبات الإسرائيلية في سيناء، ومن أن يروا، لاحقا بعد أن بدأ الإسرائيليون في التحرك غربا، التهديدات التي تتعرض لها القاهرة”.
إن “التخطيط والاستعداد اللازمين لإطلاق ( الأقمار)، ولتنظيم الجسر الجوي لنقل عائلات الروس وبعض المستشارين من مصر وسوريا، يشير حتى إلى علم مسبق قبلها بوقت أطول”.
ما أهمية هذه الوثائق؟
في يوم الجمعة الثاني عشر من أكتوبر ، أي بعد ستة أيام من بدء الحرب وفشل الجيش الإسرائيلي في الحفاظ على مواقعه في مواجهة الجيوش المصري والعرب ، بدأت الولايات المتحدة جسرا جويا غير مسبوق في تاريخها لنقل أسلحة متطورة إلى إسرائيل بينما كان القتال مستمرا، لتجنب ما وصفه كيسنجر بالكارثة.
وفي عمليات “غير مسبوقة”
ورغم أن الولايات المتحدة استخدمت البحر لنقل بعض معدات الدعم لإسرائيل، فإن الجغرافيا حالت دون أن يكون لهذا الدعم “تأثير كبير”، وفق وثيقة الناتو.
“على خلاف الروابط عبر البحر بين الاتحاد السوفييتي والعرب، كانت خطوط الإمداد البحري بين الولايات المتحدة وإسرائيل طويلة. وتستغرق الرحلة البحرية الواحدة 10 أيام. ولذا فإن إعادة الدعم البحري من ساحل الولايات المتحدة الشرقي ومن بريميرهافن الساحلية، في ألمانيا، لم يكن له تأثير على المعركة قبل وقف إطلاق النار الثاني”، يوم 24 أكتوبر عام 1973.
في المقابل بدأ الاتحاد السوفييتي دعمه العسكري لمصر وسوريا “حتى قبل شن الحرب”.
وتقول تلك معلومات الناتو الاستخباراتية إنه “بداية من مساء يوم 11 أكتوبر، وصلت سفن الشحن السوفييتية بمواد حربية من (مدينة) أوديسا ( في أوكرانيا) إلى ميناء اللاذقية السوري، بعد اندلاع الحرب بـ 5 أيام”.
دمتم بخير … ودام عز الوطن ،،،،
#دسميرالمصري