قصة_الرباعيات
عبدالله عبدالعظيم
ذات صباح سنة ١٩٥٩، عندما كان صلاح جاهين يُجّد في طريقه الى مكاتب « روز اليوسف »، ألحت عليه أربعة ابيات. توقف في الشارع، أخرج دفتر صغير من جيب سترته، فتّش عن القلم، وضع الدفتر على ظهر إحدى السيارات المركونة بمحاذاة الرصيف،
دوّن الأبيات الأربعة التي كانت تنغل في ذهنه تريد أن ترى النور، و كلما أراد أن يُضيف على تلك الأبيات أبياتًا أخرى، كان يعصاه القريض، و يتجمد القلم بين أصابعه، و يأبى أن يكرج على الورق.

وقرأ على الأستاذ الأبيات:
«مع إن كل الخلق من أصل طين..
و كلهم بينزلوا مغمضين.
بعد الدقائق و الشهور و السنين..
تلاقي ناس أشرار و ناس طيبين.»
إنتشى أحمد بهاء الدين بهذه الأبيات و هتف منشرحا:
« إنت عايز تزيد على الأبيات …ليه، هي مكتملة، معناها عميق و كاف ».
و طلب منه أن يكتب أربعة أبيات كل أسبوع .
« إنها الرباعيات… سميها #رباعيات ».
قال أحمد بهاء الدين و طار بزهوه.
ووُلدت « الرباعيات »، كتب منها ١٦١ قصيدة، جمعت و نشرت في كتاب، (بيع من طبعة « الهيئة العامة للكتاب » ١٢٥ الف نسخة).

«أنا شاب لكن عمري ولا ألف عام.
وحيد ولكن بين ضلوعي زحام.
خايف ولكن خوفي مني أنا..
أخرس ولكن قلبي مليان كلام.»
صلاح_جاهين
المصدر.. مجلة روز اليوسف…
معنى القريض : الشِعر
معنى يكرج : ينساب ويسيل دون عوائق.