كن رجلا
بقلم – خالد السلامي
في مقال سابق تحدثنا عن تراجع الانوثة نتيجة لمحاولات تَشٌَبُه النساء بالرجال من حيث التصرفات والملابس وقصات الشعر والمنافسة على فرص العمل الثقيلة التي قد لاتناسب النساء وقد اخذت بعض الأخوات على خاطرهن فتساءلن وما نحن ، ألسنا إناثا ؟. ولكي لا نظلم بعض النساء وكأنهن وحدهن تركن انوثتهن فقد ارتأينا ان نُذَكِّر بعض الرجال برجولتهم التي بدأت تسير الى الهاوية بسبب تصرفات بعض الذكور المحسوبين على الرجال فها نحن نجد الكثير من شباب اليوم يتسابقون على محلات الكوزمتك ليزاحموا الفتيات على انواع المكياج والاصباع التي كانت حكرا على النساء ليضعوا احمر الشفاه واصباغ المكياج الاخرى وعدسات وكحل العيون ونجدهم كذلك يتزاحمون على محلات الكوافير لغرض حف الوجوه والحواجب وقصات الشعر العجيبة الغريبة فيما ترى محلات الازياء صارت شبه موحدة للذكور والاناث ولبس نفس الاكسسوارات بل وصل الحد ببعضهم الى نفخ أجزاء من اجسامهم لتُشابه تلك التي عند النساء وكذلك تقليد أصوات النساء وحركاتهن والميوعة التي حتى النساء صرن يستحين منها بحيث اصبحنا لانستطيع التميز بين الجنسين ربما الا اذا سألناهم عن اسمائهم مع ان هناك بعضا من الاسماء صارت مختلطة بينهما.
كل هذا يجرنا الى التساؤل المنطقي الذي صار فعلا تساؤلا محيرا ، ترى لماذا يتخلى بعض الرجال عن رجولتهم وكذلك بعض النساء عن انوثتهن؟ الم يقل الله جلت قدرته ( انا خلقناكم من ذكر وانثى) فَلِمَ كل هذا الاصرار على تغيير خلق الله ؟
فعندما نقلد كل مانرى على شاشات الفضائيات او مواقع التواصل الاجتماعي دون التمييز بين مايتفق مع واقعنا وما يتعارض معه فهذا يعني الغاءً لعقولنا التي ميزنا الله بها عن باقي مخلوقاته ونسلمها لغيرنا ، لذا صار لصحوة العقول في هذا الوقت ضرورة لابد منها لنعيد لكل من الرجولة والأنوثة مكانتهما التي يجب ان يكونا عليها فيعود الرجل رجلا والانثى انثى بكل ما تحمله هاتان الصفتان من معان كريمة و كبيرة .
