كيف يفكر الاقتصاديون؟!
كاتب المقال / حسام خطاب
يتسائل الكثير منا عن كيف يفكر الاقتصادى أو على أساس يبنى الإقتصادى أفكاره،و سنحاول -إن شاء الله – فى هذا المقال أن نوضح بعض من المدارس الفكرية التى أثرت فى الواقع و اختلطت به بعيدًا عن النظريات و الافتراضات التى لا تهم القارئ العادى، هناك مدرسة اقتصادية اسمها ( المدرسة الكلاسيكة ) افترضت أن الاقتصاد يعمل بكامل طاقته و يحقق نجاح فى الأجل، و على النقيض الآخر هناك مدرسة تدعى ( المدرسة الكنزية) نسبة إلى عالم الاقتصاد ( جون كينز) تفترض أن النجاح فى الاقتصاد يتحقق فى المدى القصير، و غيرها من المدارس الاقتصادية التى و ضعت افتراضات و مبررات بعضها يحدث فى الواقع و البعض الآخر يحدث مع ثبات بعض العوامل الأخرى، و نحن هنا لن تحدث عن تلك المدارس الاقتصادية، بل سنتحدث عن الأنظمة الاقتصادية التى فى أرض الواقع، و التى عاشت فى المجتمعات و اختلطت بها، فكل شخص يتحرك وفقًا لمعتقداته و أفكاره التى يؤمن بها و يصدق عليها، فهيا بنا نتعرف على بعض من أفكار هذه الأنظمة الاقتصادية.
النظام الرأسمالى:
ظهر هذا النظام الاقتصادى بشكل واضح و تام فى أوروبا الغربية ،يقوم النظام الرأسمالى على ركيزة أساسية و هى احترام و تقديس الملكية الخاصة، فالشخص حر فى امتلاك ما يريد بدون قيد أو شرط ، و هو ما فتح حدود الإبداع و التفكير و الاختراع ، و كذلك فكان هدفهم الرئيسى هو الربح ، و بالتالى فإن عجلة الاقتصاد تدور بشكل كبير من أجل تحقيق مزيد من الأرباح، و يعتمد هذا النظام على ( آلية اقتصاد السوق ) بمعنى ترك التفاعل بين العرض و الطلب يقوم بتحديد الأسعار،و لكن كان الإنتاج يتم من أجل الربح فقط دون النظر للأولويات و الضروريات التى يحتاجها المجتمع، و ظهر ما يسمى ب
( الاقتصاد الخفى ) و هو الاقتصاد غير الرسمى أى غير المدرج ضمن الحسابات القومية للدولة، مما ترتب عليه أن أصبح المجتمع الأوروبى يأكل فيه الغنى الفقير و دام ذلك لسنوات عديدة، و لكن اتجهت العديد من الدول التى تتبع هذا النظام حديثًا إلى عمل ما يسمى بالضمان الإجتماعى و تحديد عدد ساعات العمل للتخفيف من مساوئ هذا النظام.
النظام الاشتراكى:
ظهر هذا النظام الاقتصادى فى أوروبا الشرقية و بالأخص فى روسيا ( الاتحاد السوفيتى سابقًا )، و يقوم على ركيزة أساسية و هى أن الملكية العامة أساس كل شيئ فى الحياة، و يعتمد هذا النظام الاقتصادى على ما يسمى ب ( التخطيط المركزى) و هو قيام الدولة بالتخطيط لكل شيئ فى الاقتصاد، و لكن حرمان الشخص من امتلاك أشياء خاصة به أدى إلى قتل روح الإبداع و التفكير و انهار الحافز و الاقبال على العمل، و هو أحد العوامل التى أدت إلى انهيار الاتحاد السوفيتى، و لكن اتجهت روسيا حديثًا إلى تخصيص بعض القطاعات و لو بشكل غير كبير كالمزارع و الإبقاء على بعض القطاعات الأخرى ضمن الملكية العامة كالقطاعات التى تتعلق بالطاقة و الدفاع، و ذلك من أجل التخفيف من وطأة هذا النظام الاقتصادى على الناس.
النظام الاقتصادى المختلط :
يحاول هذا النظام من خلال ( آلية جهاز الثمن )، و هى عبارة عن التفاعل بين الدخل و أثر زيادة أو نقصان ( إحلال ) ساعات العمل على هذا الدخل أى أن : هذا النظام الإقتصادى يترك السوق حرًا فى تحديد الأسعار، و لكن يسمح بتدخل الدولة لضبط السوق فى الحالات الضرورية.
أى أن : هذا النظام يجمع بين مزايا النظامين الرأسمالى و الإشتراكى و يحاول تلافى عيوبهما قدر الإمكان.
النظام الاقتصادى الإسلامى :
هذا النظام له طبيعته الخاصة حيث يختلف عن الأنظمة السابقة فى أنه نابع من القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة، و ليس وضعى وضعه بعض البشر، و يتميز الاقتصاد الاسلامى بأنه أخلاقى أى يحث على الأمانة و الشرف و منع الغش فى المعاملات التجارية بين الناس بما يحفظ حقوق البائع و المشترى، مما يحقق الثقة فى السوق بين البائع و المشترى فتزداد التجارة و تزداد الأرباح دون الضرر بأى إنسان على عكس الأنظمة السابقة لا تعتبر الأخلاق أساس فى المعاملات التجارية بل لا تتحرك إلا من أجل الربح و المادة.
– النظام الإقتصادى الإسلامى غير مطبق بشكل كامل فى واقعنا المعاصر و إنما يطبق أجزاء قليلة منه كتوزيع الميراث و إعطاء الزكاة و غيرها من الأدوات الاقتصادية التى يستخدمها الإسلام لإرساء العدل فى المعاملات الاقتصادية بين الناس.