بقلم / شيرين راشد
ليس الأعمي من فقد بصره ولكن هو من قسي قلبه وضعفت بصيرته وقل إيمانه
فالأعمى هو من يغمض عينيه عن أرملة أوجع رأسها حمل ثقيل..
أو هو من توجه للقبلة ، وأدار ظهره للأيتام والفقراء..
أو هو من سجد لله، وتكبر على عباده ..!
الأعمي هو من كان في صف المصلين الأول في المسجد ولكنه غاب عن صفوف الجياع، وقول الحق ..!
أو هو من تصدق يوما، وهو قادر أن يتصدق دوما ، أو هو من صام عن الطعام، ولم يصم عن الحرام ..!
أو هو من طاف بالبيت الحرام، ونسي أن يطوف حول فقراء يموتون كل يوم من شدة الحاجه ..!
الأعمى من رفع الأذان، ولم يرفع أبويه ..!
أو هو من صلى وصام، ثم غش في بيعه وشرائه ..!
أو هو من قام بين يدي الله، وقلبه يحمل حقدا، وكرها، وبغضا، وإحتقارا، للأخرين
أو هو من كان هناك إنفصام بين عبادته وأخلاقه ومعاملاته ..!
الأعمى من صلى وسجد وصام، وهو يظلم ويناصر الظلم ،
أو هو من صلى وصام، ويداه ملطختان بدماء المسلمين أو هو من صلى، ولم ينتفع بصلاته..!
فالأعمي هو من أخذ من الدين بعضه، وترك بعضه..!
وصدق رسول الله إذ يقول:
(ومن كان في هذه أعمى، فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)
فلا يخلو أحد منا من نقص أو ذنب..
فأتمني إن كل من قرأ كلماتي يعيد قراءتها، ويصدق مع نفسه فيما هو أعمي فيه..
اللهم نور بصائرنا و أجعل اللهم ما نعلمه حجة لنا لا علينا..