لا يا زيلينسكى
كتب: عماد نويجى
لا يكفى أنك قمت بتمثيل دور الرئيس يوما ما أنك فعلاتصلح أن تكون رئيسا … كان يجب عليك قراءة التاريخ جيدا .أولا …. هل كنت تتخيل أن الدب الروسى سيسمح لك بالإنضمام لحلف الناتو بمنتهى السهولة .. ليكون من حق إمريكا بعد ذلك نصب صواريخها النواوية على بعد خطوات من موسكو … إنها مؤأمات دولية .. أكبر منك … فقد دخلت أتون اللعبة بإندفاعك … وسذاجتك .. وتخيلت نفسك مازالت تتقمص دور الرئيس .. القصة صراع روسى أمريكا …. بدأ عندما تحالفت الإتحاد السوفيتى مع كوبا
حدث عام 1962 بما يسمى وقتها أزمة الصواريخ الكوبية التى ربما كانت البؤرة الأكثر سخونة فى الحرب الباردة… فقد بدا العالم وكأنه على شفا حرب نووية لمدة 13 يوما فى شهر أكتوبر من عام 1962 كوبا جزيرة تقع على بعد 90 ميلا فقط من ساحل فلوريدا.. وحتى عام 1959 كانت كوبا متحالفة بشكل وثيق مع الولايات المتحدة تحت قيادة الجنرال باتيستا…
وبعد أن أطاح فيدل كاسترو بباتيستا كانت إحدى أولى خطوات كاسترو هى الذهاب إلى الولايات المتحدة لتأمين دعم واشنطن لكن الرئيس أيزنهاور رفض التحدث معه.
تحدث كاسترو مع ممثلى الاتحاد السوفيتى الذين عرضوا دعمهم لحكومته الجديدة. … فقام كاسترو بتأميم جميع الشركات المملوكة لأمريكا فى كوبا ورفض دفع تعويضات. وهكذا بات للولايات المتحدة دولة شيوعية (فى حديقتها الخلفية).
وبعد فشل عملية (خليج الخنازير)التى تعهدت بها إمريكا لدعم المتمردين إلى تعزيز مركز كاسترو الذى اتفق مع السوفيت على نشر صواريخ متوسطة المدى على أراضى بلاده لردع واشنطن عن التفكير فى أى محاولة أخرى لغزو الجزيرة وقلب نظام الحكم الشيوعى فيها. وبذلك صارت كوبا قاعدة عسكرية متقدمة للاتحاد السوفيتى
وفى 14 أكتوبر 1962 التقطت طائرة تجسس أمريكية تحلق فوق كوبا صورا تظهر بناء مواقع إطلاق الصواريخ السوفيتية وبذلك ستصبح أكبر مدن أمريكا نيويورك والعاصمة واشنطن نفسها فى مرمى الصواريخ الروسية
فقد كان الزعيم السوفيتى خروتشوف يعلم أن الولايات المتحدة تمتلك صواريخ نووية متوسطة وطويلة المدى تستهدف الاتحاد السوفيتى متمركزة فى تركيا وكان يريد معادلة الموقف وكتم العالم أنفاسه إنتظارا لما سيحدث بين سفن تحمل رؤؤس نووية لتنصيبها على مواقعها فى كوبا وكسر الحصار الذى فرضته أمريكا وتهديد أمريكى بضرب السفن خلص الموقف إلى الإتفاق على إنهاء حصار كوبا وعدم غزوها إزالة مواقع إطلاق الصواريخ السوفيتية وإعادتها إلى الإتحاد السوفيتى
بالإضافة للتفاوض على صفقة الصواريخ الأمريكية الموجودة فى تركيا وانتهت الأزمة وقتها بعد أن حبس العالم أنفاسه .. واعتبر كل من الطرفين أنه حقق انتصارا . فهل ستستمح روسيا الان بأن يكون لأمريكا قواعد صواريخ بجوار سور قصورها … حتى لو كانت هناك صواريخ عابرة للقارات .. ولكن حتما كلما زادت المسافة لن تحمل رؤؤس نووية كبيرة وقلت القوة التدميرية .خلاصة القول .. لن يتراجع الدب الروسى .. فهو ميراث تاريخى للصراع الروسى الأمريكى لإثبات الزعامة كان عليك يا زيلينسكى قراءة التاريخ جيدا فلن تسمح روسيا بإنضمامك لحلف الناتو ..بأى حال من الأحوال