كتب : إياد رامي
لبنان الحائر بين نار العدو وتخاذل العرب، بدأ الإنهِيار الإقتصادي في لبنان وأصبح يتجاوز كل الخطوط الحمراء وزادت إحتمالات إعلان الإفلاس عن ذي قبل في ظِل تعثر المفاوضات مع مَندوبي صندوق النقد الدولي وتراجع الدول المانِحة مِثل أمريكا وفرنسا والسعودية وبريطانيا عن تقديم أي مساعدات مالية بحجة غِياب الإصلاحات الإقتصادية، وعدم تقديم ضمانات إلى جانب تراجع الإقتصاد العالمى إثر أحداث كورونا.
أزمة إقتصادية طاحنة تحيق بلبنان أصبحت طوابير الخبز مشهداً مألوفاً ولجأ بعض المحتدين إلى قطعِ الطرق وحرقِ الإطارات، بالتأكيد هناك مؤامرة ضد الأشقاء من الشعب اللبناني، فعندما تفقد اللّيرة أكثر من 80٪ مِن قيمتها خلال شهور وتؤكد تقديرات رسمية أن 50 % مِن الشعب اللّبناني على الأقل تحت خط الفقر المتعارف عليه دوليًا وتَآكل الطبقة الوسطى اللبنانية، فإن البِلاد تتجه نحو الإنفِجار ومن ثم الفوضى أو الحرب الأهلية، قالت “ستيف إتش هانكي” أستاذ الاقتصاد في جامعة جونز هوبكنز قوله إن “البلاد على بعد أسابيع فقط من التضخم المفرط الرسمي”، مضيفا أنه “إذا حدث ذلك، فسيكون علامة على التضخم المفرط لأول مرة في الشرق الأوسط والمرة الحادية والستين في التاريخ” إن معدل التضخم في لبنان يزيد عن 500 في المئة على أساس سنوي، و 124 في المئة مقارنة بالشهر الماضي، وشهدت مناطق لبنان كافة، خلال الساعات الماضية فترات تقنين إضافية بالتغذية الكهربائية بسبب فقدان مؤسسة كهرباء لبنان لمادتي الفيول أويل والغاز أويل. وأشارت مصادر متابعة إلى أن “مخزون المحروقات في مؤسسة الكهرباء بات حرجاً جداً، وأن إنتاج المؤسسة آخذ في التراجع إلى مستويات متدنية جداً، مما قد يؤدي إلى عتمة شاملة على كامل الأراضي اللبنانية .
مبعوث أمريكا إلى سورية لمح متباهياً بأن حكومته هي التي تقف أيضا وراء إنهِيار الليرة السورية، ومِن المُؤكد أنها هي التي تَقِف خلف إنهِيار الليرة اللبنانية وأدواتها في تنفيذ ذلك هم مجموعة من رجال المال والأعمال الذين يسيطِرون على رؤوس الأموال والقِطاع المَصرفي اللبناني، وبالفعل صرح مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط أن المصرف المركزي اللبناني ورئيسه تعاون مع حكومته لتجميد حِسابات “حزب الله” وأنصاره في لبنان والمهجر.
في الدول التي تواجه عملاتها المحلية أزَمات مشابهة (بسبب تدخل خارجي مباشر) مِثل تركيا والتي سارعت إلى حليفها قطر طلبا لدعم الليرة التركية بضَخ المِليارات في الإقتصاد التركي، وقامت البنوك بطرح مَليارات الدولارات في الأسواق لتعزيز العملة المحلية، ولكن ما يحدث في لبنان هو العكس تماماً للأسف مِليونيرات لبنان أو معظمهم هرّبوا أكثر مِن 30 مِليار دولار من أرصدتهم إلى حسابات خارجية، وأدارت الدول المانِحة الأوروبية أو الخليجيةً ظهرها للبنان، يُريدون تحويل لبنان مِن سويسرا الشرق إلى بنغلاديش الشرق وإسقاط الحكومة وإغراق البِلاد في أزمة وزارية وحالةٍ مِن الفوضي بذريعة أن هذه الحكومة هي حكومة “حزب الله” والمدعومة من إيران وتميل العداء المعلن لإسرائيل ومن خلفها، واشنطن وبتَنسيقٍ مع تل أبيب تدفع بلبنان إلى حافة الحرب الأهلية، والإقتِتال الداخلي لإنهاك ماتبقى منها، وبكل أسف هناك في الداخل أعوان مستعدة أن تكون عود الثقاب المفجّر لهذه الحرب ناسية أو مُتناسية أن الإنفِجار إذا ما حدث لن يستثني أحدًا، ومازال مخطط التدمير والتسبب في إنهيار كيانات المنطقة يسير كما خططوا له لتعم الفوضى الخلاقة ويسهل إعادة تشكيل هذه المنطقة من جديد لصالح العدو الإسرائيلي،
يحدث فقط في منطقتنا المنكوبة.
الجيش اللبناني يشكو من “إنتهاكات جسيمة” للمجال الجوي جنوب لبنان من مقاتلات إسرائيلية آخرها 5 طائرات مسيرة وطائرتين ، باتت أخبار لبنان تركز علي إمكانية دق طبول الحرب الصاخبة ومناورات إسرائيلية لهجوم حزب الله المحتمل، حيث تم نشر تقارير حديثة حول جاهزية عالية بين حزب الله في جنوب وشرق لبنان وبيروت، تحسباً لضربة استباقية إسرائيلية على مصانع الصواريخ الدقيقة، في الوقت الذي إنتشرت فيه القوات في القرى اللبنانية الجنوبية خلال الأيام الماضية.