لماذا لا تنطبق صفات أبراجنا علينا دائمًا؟
بقلم والتعاون الجماعى : أ/ سحر منصور الباحثة الفلكية
و أ/ فاطمه صابونجو خبيره الاسترولوجى
من الطبيعي أن يقرأ الكثيرون عن صفات برجهم فيشعرون بالدهشة: “هذا لا يشبهني أبدًا!” أو “لماذا أتصرف بعكس ما يقوله برجي؟”
لكن في علم الفلك، الجواب بسيط وعميق في آن واحد — فبرجك الشمسي ليس سوى جزء صغير من الصورة الكاملة لشخصيتك.
عندما نقول إننا من مواليد برج معين، مثل الثور أو الجوزاء أو السرطان، فإننا في الحقيقة نشير فقط إلى موقع الشمس وقت ولادتنا.
إلا أن الخريطة الفلكية تتكوّن من عشرة كواكب واثني عشر بيتًا فلكيًا، وكل كوكب منها يحكم جانبًا مختلفًا من الشخصية والسلوك.
فالشمس تعبّر عن هويتك الأساسية وطريقة تعبيرك عن ذاتك،
أما القمر فيكشف عن عالمك العاطفي الداخلي،
وعطارد يصف أسلوب تفكيرك وتواصلك،
بينما الزهرة تعبّر عن الحب والجمال والعلاقات،
والمريخ يكشف عن دوافعك وطريقتك في الدفاع عن نفسك وتحقيق أهدافك.
يُضاف إلى ذلك الطالع (Ascendant)، وهو أحد أهم العناصر في الخريطة، لأنه يعكس الانطباع الأول الذي تتركه على الآخرين وطريقتك في التفاعل مع الحياة.
ولهذا السبب يشعر الكثير من الناس بأنهم يشبهون برجهم الطالع أكثر من برجهم الشمسي.
الأمر لا يتوقف هنا؛ فالعناصر الأربعة — النار، التراب، الهواء، والماء — تخلق توازنات أو تناقضات داخل الشخصية، تجعل الفرد مزيجًا فريدًا من صفات متعددة.
ثم تأتي البيئة والتجارب الحياتية لتضيف ألوانها الخاصة فليست كل الصفات الفلكية تُعبّر عن نفسها بالطريقة ذاتها عند الجميع.
وأخيرًا، يذكّرنا علم الفلك بأن الإنسان كائن في حالة تطور دائم. فقد لا تظهر صفات البرج الشمسي في مرحلة مبكرة من العمر، لكنها تتبلور بمرور الوقت ومع نضج الوعي الذاتي.
لذلك، لا تتسرّع في الحكم على برجك، فربما لا تكمن الحقيقة في برج الشمس وحده، بل في الخريطة الفلكية بأكملها فهي مرآة دقيقة تروي قصة شخصيتك بأبعادها المتعددة، وليس مجرد سطر في صفحة الأبراج اليومية.