بقلمي /حامد أبوعمرة
ولما اختلفت كل سلوكياتنا وعاداتنا وانحرفت عن الطريق الصحيح؛ولما تلوثت القلوب واصطبغت بلون المكر والحقد والحسد وليتها اكتفت بالتلون كما الحرباء ولما اصبح آل جعفر اليوم هم من يعدون الطعام بأنفسهم عندما تصيبهم مصيبة الموت والذي هو أشد البلاء على عباد الله .. لذلك اختلفت طبيعة المواسم حولنا وأني أرد هنا على الذين يقولون أن الحياة هي ذات الحياة منذ نشأة الخليقة ، فلم يعد المطر سمة أو ظاهرة من ظواهر فصل الشتاء هو مطر بلا بركة لا يتنزل إلا عبر المنخفضات ، ولم يعد الصيف صيفا بعدما تلاشت في لياليه تلك النسمات الباردة التي تداعب أجسادنا فتعيننا على النوم والراحة والاسترخاء بعد عناء ومشقة طيلة النهار بسبب حرارة الشمس الساخنة ..حتى الفواكه الموسمية لم تعد كما عهدناها فلا البرتقال ولا التفاح ولا المانجو.. حتى البطيخ والذي هو من ألذ فواكه الصيف أصبح بلا لون أوطعم وإن اكتسى بحمرة زائفة كزيف قلوبنا..! و الربيع لم يعد ربيعا لم تعد تتفتح فيه الأزهار والورود وإن نمت إلا أنها تبقى بلا رائحة ، وقد بهتت ألوانها ، ولم يعد من تلك الفصول اوالمواسم محتفظا بظواهره التي تتوافق مع حياتنا سوى الخريف لكن الخريف في أيامنا لم يعد حكرا على تساقط الأوراق وذبول الأغصان أو اصفرارها.. بل هو في أيامنا رمزا للعري في كل شيء فقد تعرت الأنفس والسلوكيات والأخلاقيات قبل تعري الأجساد فلم يعد هناك مصطلحا يعرف بالحياء ولا الذوق العام ..نسأل الله العفو والعافية.